هل السودان منزعج من التدخل العسكري اليوغندي فى الصراع الدائر فى دولة
الجنوب؟ هذا السؤال على بساطته يحوي إجابة معقدة. إذ أنه وحتى الآن لم
يصدر بيان رسمي من الخارجية السودانية يدين هذا التدخل على الرغم من أن
وزير الخارجية السوداني على أحمد كرتي قال للصحفيين مطلع الأسبوع الماضي إن
قمة جوبا -بالخميس الماضي- ستناقش ضمن ما سيُناقش موضوع تدخل قوات أجنبية
فى الصراع الجنوبي.
وأضاف الوزير أيضاً إن السودان معنيّ أكثر من أي دولة أخرى بأمن واستقرار دولة الجنوب لأسباب أمنية واقتصادية. غير أنه بالنظر الى هذه الأسباب الأمنية والاقتصادية -وهي دون شك معروفة- فإن من المؤكد أن التدخل العسكري اليوغندي يثير قدراً من القلقل لدى السودان، وذلك لعدة اعتبارات مهمة.
أولا، من الناحية المبدئية فإن للسودان موقف معلن وواضح بشأن التدخل فى شئون الآخرين الداخلية وقد ترجم هذا الموقف عملياً في المواقف التى جرت فى الشقيقة مصر قبل نحو من عام، ثم تمسك بذات الموقف فى الأحداث الجارية الآن فى دولة الجنوب.
وعلى هذا الأساس فإن السودان بوجه عام وبصرف النظر عن الجهة المتدخلة أو الطرف المخالف لهذا المبدأ الدولي يقف على طرفيّ نقيض مع كل من يتدخل فى شأن داخلي لأي دولة أخرى. وبالطبع لن يسع السودان سوى التأكيد على هذه الفرضية باستمرار اتساقاً مع مبادئه ومواقفه الصريحة المعلنة.
ثانياً: أعباء الصراع الدائر فى دولة الجنوب سواء تمثلت فى اللاجئين أو المساس بالنفط أو التأثير الأمني على المناطق الحدودية كلها تقع على كاهل السودان ويكفي هنا -إذا أجرينا مقارنة- أن نكتشف أن ثلث الفارين من الحرب فى دولة الجنوب نزحوا ولجئوا الى السودان، مع أن دولة الجنوب تجاور أكثر من خمس دول أخرى قريبة منها.
وعطفاً على ذلك فإن تحمُّل السودان لهذا العبء الثقيل من شأنه أن يتضاعف إذا ما أتسع نطاق الحرب جراء التدخل الأجنبي باعتبار أن هناك أطرافاً إقليمية أخرى وجيران آخرين لدولة الجنوب ربما يجتذبهم الصراع، طالما أن هناك جيران قد تدخلوا بالفعل.
بمعنى أدق فإن من شأن التدخل اليوغندي أن يفتح الباب واسعاً (لمن يرغب) من دول الإقليم المجاورة فى التدخل لحماية مصالحها، إذ ليست هناك دول جارة لا مصالح لها فى الدولة الجارة. وهذا في الواقع أكثر ما يثير قلق السودان، أن يجد نفسه فجأة فى أتون محرقة حرب إقليمية واسعة النطاق يكتوي بنيرانها الجميع بلا طائل.
ثالثاً: التدخل اليوغندي ليس تدخلاً بتفويض إقليمي أو دولي ومعنى هذا أن كمبالا إنما تدخلت (فقط) لمصالحها الخاصة وهو أمر شبيه بمن يتدخل (ظاهرياً) لفض نزاع نشب بين أفراد أسرة مجاورين له ولكنه (فى قرارة نفسه) يطمع فى (أمر من الأمور) داخل ذلك البيت.
وعلى كل فإن يوغندا بعلاقاتها المتأرجحة مع السودان والأدوار الغريبة -ولا نقول الدخيلة- على المنطقة هي دولة بالفعل تثير القلق والار
وأضاف الوزير أيضاً إن السودان معنيّ أكثر من أي دولة أخرى بأمن واستقرار دولة الجنوب لأسباب أمنية واقتصادية. غير أنه بالنظر الى هذه الأسباب الأمنية والاقتصادية -وهي دون شك معروفة- فإن من المؤكد أن التدخل العسكري اليوغندي يثير قدراً من القلقل لدى السودان، وذلك لعدة اعتبارات مهمة.
أولا، من الناحية المبدئية فإن للسودان موقف معلن وواضح بشأن التدخل فى شئون الآخرين الداخلية وقد ترجم هذا الموقف عملياً في المواقف التى جرت فى الشقيقة مصر قبل نحو من عام، ثم تمسك بذات الموقف فى الأحداث الجارية الآن فى دولة الجنوب.
وعلى هذا الأساس فإن السودان بوجه عام وبصرف النظر عن الجهة المتدخلة أو الطرف المخالف لهذا المبدأ الدولي يقف على طرفيّ نقيض مع كل من يتدخل فى شأن داخلي لأي دولة أخرى. وبالطبع لن يسع السودان سوى التأكيد على هذه الفرضية باستمرار اتساقاً مع مبادئه ومواقفه الصريحة المعلنة.
ثانياً: أعباء الصراع الدائر فى دولة الجنوب سواء تمثلت فى اللاجئين أو المساس بالنفط أو التأثير الأمني على المناطق الحدودية كلها تقع على كاهل السودان ويكفي هنا -إذا أجرينا مقارنة- أن نكتشف أن ثلث الفارين من الحرب فى دولة الجنوب نزحوا ولجئوا الى السودان، مع أن دولة الجنوب تجاور أكثر من خمس دول أخرى قريبة منها.
وعطفاً على ذلك فإن تحمُّل السودان لهذا العبء الثقيل من شأنه أن يتضاعف إذا ما أتسع نطاق الحرب جراء التدخل الأجنبي باعتبار أن هناك أطرافاً إقليمية أخرى وجيران آخرين لدولة الجنوب ربما يجتذبهم الصراع، طالما أن هناك جيران قد تدخلوا بالفعل.
بمعنى أدق فإن من شأن التدخل اليوغندي أن يفتح الباب واسعاً (لمن يرغب) من دول الإقليم المجاورة فى التدخل لحماية مصالحها، إذ ليست هناك دول جارة لا مصالح لها فى الدولة الجارة. وهذا في الواقع أكثر ما يثير قلق السودان، أن يجد نفسه فجأة فى أتون محرقة حرب إقليمية واسعة النطاق يكتوي بنيرانها الجميع بلا طائل.
ثالثاً: التدخل اليوغندي ليس تدخلاً بتفويض إقليمي أو دولي ومعنى هذا أن كمبالا إنما تدخلت (فقط) لمصالحها الخاصة وهو أمر شبيه بمن يتدخل (ظاهرياً) لفض نزاع نشب بين أفراد أسرة مجاورين له ولكنه (فى قرارة نفسه) يطمع فى (أمر من الأمور) داخل ذلك البيت.
وعلى كل فإن يوغندا بعلاقاتها المتأرجحة مع السودان والأدوار الغريبة -ولا نقول الدخيلة- على المنطقة هي دولة بالفعل تثير القلق والار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق