قالت الأنباء أواخر الأسبوع الماضي إن 3 جنرالات من الاتحاد الإفريقي
ومنظمة الإيقاد من المقرر ان يكونوا قد وصلوا الخرطوم في مهمة سياسية
هامة. المهمة كما كشفت عنها الخارجية السودانية -منتصف الأسبوع الماضي-
تتعلق بالتحقيق فى الاتهامات الموجهة من الخرطوم الى جوبا بشأن دعم الأخيرة
لمتمردين ناشطين ضد الخرطوم.
الوفد المحقق وفقاً لوكيل الخارجية السودانية السفير رحمة الله سيزور جوبا والخرطوم وسيقف على الحدود بين البلدين. والخطوة في ظاهرها تبدو لا غبار عليها إذ على الأقل يصبح بوسع (طرف محايد) وضع تقرير مفصل عن التعقيدات الأمنية الناشبة بين الجارين، ولكن من الصعب القول إن هذه الخطوة ومهما كان مقدار جديتها قادرة على حلحلة الأزمة.
فالأمر بالنسبة للخرطوم كما ظللنا نردد دائماً يتعلق بعمل متواصل واستضافة لا مجال لنكرانها من جانب جوبا لمتمردين سودانيين لديهم معسكرات تدريب فى مدن رئيسية فى دولة الجنوب، ولديهم عتاد حربي يأتيهم من جوبا وينطلقون من قواعد فى دولة الجنوب، ليعودون إليها بعد ملاحقة الجيش السوداني لهم.
هذه الوقائع ليست مثبتة فحسب ولكن جوبا نفسها وعلى مستوى رئيسها الفريق كير أقرت واعترفت بها بعد أن قاد السودان وفداً مكوناً من وزير الخارجية على كرتي ورئيس جهاز المخابرات الفريق أول عطا المولى ليسلما الرئيس كير -تحت الكاميرات والفلاشات- أدلة مادية اقلها تسجيلات صوتيه لعملية الدعم وأحاديث القادة مع المتمردين فى الثورية. الفريق كير لم يجد حينها مناصاً من الإقرار بالعملية! وهو إقرار لا يعدو كونه (تحصيل حاصل) إذ لم يكن يملك الرئيس الجنوبي مفراً من الإقرار بهذه الحقيقة الدامغة.
الآن مهمة الجنرالات الثلاثة ومهما كانت لن تتجاوز هذه النقطة، ولهذا فإن الأمر فى مجمله يبدو كمن يقرّ بارتكاب جريمة – فى محكمة – ثم يطالب بعد إقراره واعترافه بالعودة الى مسرح الحادثة لرفع البصمات وتحريز المعروضات.
وبذلك فإن جوبا – بهذه الخطوة – تعمل على كسب الوقت وتمييع الأزمة وانتظار التقارير ومن ثم مناقشتها والمغالطة بشأنها! ليس من المنطق ولا المنصف ان تظل جوبا تمارس كل هذا القدر من خداع النفس حيال أمر ثبت مثل ضوء الشمس في رابعة النهار! ويُستفاد من هذا الوضع ان جوبا ستظل على موقفها الداعم للحركات المسلحة دون توقف مهما كلفها ذلك، فقد كان يكفي البناء على إقرار الرئيس سلفا كير بالدعم، وكان يكفي أيضاً الاستناد الى أدلة الخرطوم والتي حرص مجلس الأمن الدولي – رغم شكوى السودان إليه – على تجنب الخوض فيها أو مناقشتها لا من قريب ولا من بعيد.
وعلى ذلك فإن القضية لم تعد قضية إثبات والتحقيق فى ماذا كانت جوبا تدعم مسلحين سودانيين؛ القضية تبدأ وتنتهي بما إذا كانت جوبا جادة وعازمة حقيقةً على نفض يديها مما تفعل لتنساب العلاقة بين البلدين أم لا؟
الوفد المحقق وفقاً لوكيل الخارجية السودانية السفير رحمة الله سيزور جوبا والخرطوم وسيقف على الحدود بين البلدين. والخطوة في ظاهرها تبدو لا غبار عليها إذ على الأقل يصبح بوسع (طرف محايد) وضع تقرير مفصل عن التعقيدات الأمنية الناشبة بين الجارين، ولكن من الصعب القول إن هذه الخطوة ومهما كان مقدار جديتها قادرة على حلحلة الأزمة.
فالأمر بالنسبة للخرطوم كما ظللنا نردد دائماً يتعلق بعمل متواصل واستضافة لا مجال لنكرانها من جانب جوبا لمتمردين سودانيين لديهم معسكرات تدريب فى مدن رئيسية فى دولة الجنوب، ولديهم عتاد حربي يأتيهم من جوبا وينطلقون من قواعد فى دولة الجنوب، ليعودون إليها بعد ملاحقة الجيش السوداني لهم.
هذه الوقائع ليست مثبتة فحسب ولكن جوبا نفسها وعلى مستوى رئيسها الفريق كير أقرت واعترفت بها بعد أن قاد السودان وفداً مكوناً من وزير الخارجية على كرتي ورئيس جهاز المخابرات الفريق أول عطا المولى ليسلما الرئيس كير -تحت الكاميرات والفلاشات- أدلة مادية اقلها تسجيلات صوتيه لعملية الدعم وأحاديث القادة مع المتمردين فى الثورية. الفريق كير لم يجد حينها مناصاً من الإقرار بالعملية! وهو إقرار لا يعدو كونه (تحصيل حاصل) إذ لم يكن يملك الرئيس الجنوبي مفراً من الإقرار بهذه الحقيقة الدامغة.
الآن مهمة الجنرالات الثلاثة ومهما كانت لن تتجاوز هذه النقطة، ولهذا فإن الأمر فى مجمله يبدو كمن يقرّ بارتكاب جريمة – فى محكمة – ثم يطالب بعد إقراره واعترافه بالعودة الى مسرح الحادثة لرفع البصمات وتحريز المعروضات.
وبذلك فإن جوبا – بهذه الخطوة – تعمل على كسب الوقت وتمييع الأزمة وانتظار التقارير ومن ثم مناقشتها والمغالطة بشأنها! ليس من المنطق ولا المنصف ان تظل جوبا تمارس كل هذا القدر من خداع النفس حيال أمر ثبت مثل ضوء الشمس في رابعة النهار! ويُستفاد من هذا الوضع ان جوبا ستظل على موقفها الداعم للحركات المسلحة دون توقف مهما كلفها ذلك، فقد كان يكفي البناء على إقرار الرئيس سلفا كير بالدعم، وكان يكفي أيضاً الاستناد الى أدلة الخرطوم والتي حرص مجلس الأمن الدولي – رغم شكوى السودان إليه – على تجنب الخوض فيها أو مناقشتها لا من قريب ولا من بعيد.
وعلى ذلك فإن القضية لم تعد قضية إثبات والتحقيق فى ماذا كانت جوبا تدعم مسلحين سودانيين؛ القضية تبدأ وتنتهي بما إذا كانت جوبا جادة وعازمة حقيقةً على نفض يديها مما تفعل لتنساب العلاقة بين البلدين أم لا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق