تساقط فى خضم الساحة السياسية الفوارة الكثير من الساسة الذين بنوا عملهم
السياسي على فرضية (فعل أي شيء، والتحالف مع الشيطان) لإسقاط النظام .
الساحة السياسية زاخرة بالعديد من النماذج فحين تغيب المبدئية وتصبح
السلطة هماً وهدفاً فى حد ذاتها ويغيب البعد الوطني والأخلاقي فإن المعارضة
تصبح عملاً من أعمال الحرب ضد السياسي نفسه.
الدكتور يوسف الكودة واحد من النماذج المعاصرة اللافتة فالرجل انطلق من منصة السلفيين (أنصار السنة المحمدية) وكان ملء السمع والبصر بصرف النظر عن مواقفه ومدى صحتها ولكنه على كلٍ كان يعمل في ما يمكن أن اعتباره (سياجاً وطنياً) بل يمكن اعتباره نموذجاً فى ذلك الحين، الشاب الشهير الباحث عن (الطريق الوطني الخالص) وسواء كان الانقسام الشهير داخل جماعته بسبب المشاركة فى الحكومة بسببه هو أم لأسباب أخرى، فإن الكودة على أية حال حتى ذلك الحين كان لا يزال يحتفظ بمساحة معتبرة من الثبات على المبدأ والمرونة فى الحركة.
غير أن الطامة الكبرى التى أودت بالدكتور الكودة كانت من جانب آخر مختلف تماماً، فالشاب النابه اعتقد أن (الأوان قد حان) لركوب القافلة المتجهة الى السلطة وهي قافلة كانت تقودها جماعات مسلحة هي التى تتشكل منها ما يسمى بالجبهة الثورية. لقد كانت قاصمة الظهر للدكتور الكودة توقعيه على وثيقة الفجر الجديد بكل ما حملته وما عنته هذه الوثيقة الشؤم من جنوح نحو العلمانية وتقسيم السودان وتغيير هويته.
منذ اللحظة التى جلس فيها الكودة الى كلٍ من عقار وعرمان والحلو خط بقلمه إمضاؤه على ما اعتبروه هم نصراً له بإجتذابهم واستقطابهم لسياسي شاب سلفي الهوى وناشط لا يخلو من مرونة فى الحركة، كان د. الكودة يمحو تاريخه وإسمه من السجلات السياسية الرسمية فى السودان.
ويقول قريبون من الرجل طلبوا عدم الإشارة إليهم إن الكودة خدعته المظاهر المتمثلة فى البريق الإعلامي، واستهوته سرعة (سيارات الدفع الرباعي) المحملة بالبنادق و اجتياحها المدن واعتقد أن دخولها الخرطوم مسألة وقت وعليه أن يحجز مقعداً متقدماً له.
كانت كارثة الكودة التى لم يستطع الفكاك عنها انه فقد الاثنين معاً، فقد عشيرته السياسية الداخلية والذين كانوا منحوه ثقتهم فى حزب الوسط الإسلامي ثم خسر حلفاؤه فى الثورية الذين لم يستطيعوا أن يستفيدوا فائدة سياسية كبيرة من توقعيه، فقد كان هدفهم هو الغرر به بإعتباره ذا تجربة متواضعة فى المضمار السياسي وكانوا يتخذون منه غطاءً سياسياً ودينياً يباهون به ولكن الكودة الذي لم يكن يحتمل (النضال) ولا كان مهيئاً لمواجهات مع الشارع السياسي العام والسلطة الحاكمة جعلته تجربة السجن يعض بنان الندم على هذه الكبوة.
كان من الممكن أن يصحح الرجل خطؤه أو يتراجع أو يراجع، ففي السياسة كل هذه الخيارات متاحة، ولكنه آثر الابتعاد والانزواء بعيداً هنالك فى سويسرا فيما اعتبرها البعض (اختياراً للحياد) باعتبار أن سويسرا دولة محايدة دولياً.
إن اختيار د. الكودة العيش فى سويسرا ولو الى حين معناه أن الرجل نادم على المواجهة على ما أقدم عليه ولوث تاريخه ولم يعد قادراً على المواجهة وإحتمال النتائج، وهذا المصير ينتظر كل من مبارك الفاضل ونصر الدين الهادي والتوم هجو، فحين يقع السياسي فريسة لوحوش كاسرة فإن نجاته من بين أظافرهم تعتبر في حد ذاتها نصراً. هم نموذج لساسة سادوا ثم بادوا!
الدكتور يوسف الكودة واحد من النماذج المعاصرة اللافتة فالرجل انطلق من منصة السلفيين (أنصار السنة المحمدية) وكان ملء السمع والبصر بصرف النظر عن مواقفه ومدى صحتها ولكنه على كلٍ كان يعمل في ما يمكن أن اعتباره (سياجاً وطنياً) بل يمكن اعتباره نموذجاً فى ذلك الحين، الشاب الشهير الباحث عن (الطريق الوطني الخالص) وسواء كان الانقسام الشهير داخل جماعته بسبب المشاركة فى الحكومة بسببه هو أم لأسباب أخرى، فإن الكودة على أية حال حتى ذلك الحين كان لا يزال يحتفظ بمساحة معتبرة من الثبات على المبدأ والمرونة فى الحركة.
غير أن الطامة الكبرى التى أودت بالدكتور الكودة كانت من جانب آخر مختلف تماماً، فالشاب النابه اعتقد أن (الأوان قد حان) لركوب القافلة المتجهة الى السلطة وهي قافلة كانت تقودها جماعات مسلحة هي التى تتشكل منها ما يسمى بالجبهة الثورية. لقد كانت قاصمة الظهر للدكتور الكودة توقعيه على وثيقة الفجر الجديد بكل ما حملته وما عنته هذه الوثيقة الشؤم من جنوح نحو العلمانية وتقسيم السودان وتغيير هويته.
منذ اللحظة التى جلس فيها الكودة الى كلٍ من عقار وعرمان والحلو خط بقلمه إمضاؤه على ما اعتبروه هم نصراً له بإجتذابهم واستقطابهم لسياسي شاب سلفي الهوى وناشط لا يخلو من مرونة فى الحركة، كان د. الكودة يمحو تاريخه وإسمه من السجلات السياسية الرسمية فى السودان.
ويقول قريبون من الرجل طلبوا عدم الإشارة إليهم إن الكودة خدعته المظاهر المتمثلة فى البريق الإعلامي، واستهوته سرعة (سيارات الدفع الرباعي) المحملة بالبنادق و اجتياحها المدن واعتقد أن دخولها الخرطوم مسألة وقت وعليه أن يحجز مقعداً متقدماً له.
كانت كارثة الكودة التى لم يستطع الفكاك عنها انه فقد الاثنين معاً، فقد عشيرته السياسية الداخلية والذين كانوا منحوه ثقتهم فى حزب الوسط الإسلامي ثم خسر حلفاؤه فى الثورية الذين لم يستطيعوا أن يستفيدوا فائدة سياسية كبيرة من توقعيه، فقد كان هدفهم هو الغرر به بإعتباره ذا تجربة متواضعة فى المضمار السياسي وكانوا يتخذون منه غطاءً سياسياً ودينياً يباهون به ولكن الكودة الذي لم يكن يحتمل (النضال) ولا كان مهيئاً لمواجهات مع الشارع السياسي العام والسلطة الحاكمة جعلته تجربة السجن يعض بنان الندم على هذه الكبوة.
كان من الممكن أن يصحح الرجل خطؤه أو يتراجع أو يراجع، ففي السياسة كل هذه الخيارات متاحة، ولكنه آثر الابتعاد والانزواء بعيداً هنالك فى سويسرا فيما اعتبرها البعض (اختياراً للحياد) باعتبار أن سويسرا دولة محايدة دولياً.
إن اختيار د. الكودة العيش فى سويسرا ولو الى حين معناه أن الرجل نادم على المواجهة على ما أقدم عليه ولوث تاريخه ولم يعد قادراً على المواجهة وإحتمال النتائج، وهذا المصير ينتظر كل من مبارك الفاضل ونصر الدين الهادي والتوم هجو، فحين يقع السياسي فريسة لوحوش كاسرة فإن نجاته من بين أظافرهم تعتبر في حد ذاتها نصراً. هم نموذج لساسة سادوا ثم بادوا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق