لا شك أن الحراك السياسي الجاري الآن في السودان يحمل فى طياته متغيرات
يمكن القول إنها ستكون جوهرية فقد جرى لقاء بين الوطني والأمة وفى الطريق
لقاء مع الشعبي والشيوعي وبقية العقد السياسي النضيد في الساحة السياسية
السودانية.
نتائج هذه اللقاءات -بعد الخصم والإضافة- وبقراءة عميقة سوف تقلل على الأقل فى الوقت الراهن حدة الاحتقان السياسي، فالوطني وبإرادة بدت قوية للكل يسعى للم الشمل السياسي بشتى السبل ويسعى وربما نجح الى حد كبير فى ذلك – لإنشاء علاقة جيدة مع جوبا.
هذه المعطيات والمتغيرات يصعب تجاهلها أو وضعها فى خانة المناورة السياسية بل وحتى لو وضعناها فى خانة المناورة السياسية فهي مناورة مؤثرة جداً تشد انتباه القوى المعارضة خاصة القوى السياسية التى وهنت عظامها أو أصبحت تثير الشفقة أكثر من أي شيء آخر.
فى ظل هذه الأوضاع فإن اثنين من غلاة قادة المعارضة المنتمين الى الجبهة الثورية وهما نصر الدين الهادي وابن عمه مبارك الفاضل أصبحوا فى موقف لا يحسدون عليه. فمن جهة أولى فإن أحزابهم الأصلية التى ينتمون إليها –الأمة القومي بزعامة المهدي– لفظتهم نظرياً وعملياً؛ بمعنى أنها تخطت مواقفهم عملياً إذ أن القومي حتى لو لم يشارك فى السلطة الحاكمة فهو لن يكون فى موضع المعارض الخارج عن السياق السلمي للمعارضة.
من الطبيعي أن ينفض الأمة القومي يده من الثورية وإلا فهو يحمل وجهتين لا يليق بالحزب ولن يليق به حملها. الأمة القومي فيما بدا واضحاً فى حاجة الى (تفاهم علني) مع الوطني؛ تفاهم يتجاوز كل التفاهمات السابقة بحيث يجعل الحزب فى وضع أفضل مما هو عليه الآن وهذا مرده الى شعور زعيم الحزب بضرورة مفارقة تحالف المعارضة عملياً، ذلك التحالف الذى عانى منه الأمة القومي ما لم يعانيه من الوطني.
معاناة وصلت الى درجة تفكير هيئة التحالف فى إدانة الأمة القومي وشطبه من الفريق! وذلك بسبب حزب صغير باعتقاد الأمة القومي، هو حزب البعث الاشتراكي التابع لسوريا، وقصة الشكوى التى قدمها لهيئة التحالف وسلسلة المواقف المهينة التى لحقت بالأمة.
الأمة القومي عازم على ما يبدو أن يكون فى موضع متقدم عن التحالف المعارض وهو فى ذلك ربما يلحق به الشعبي، فالاثنان – الشعبي والأمة – يشعران فى دخيلة نفسيهما أنهما غريبا الوجه واليد واللسان فى تحالف يساري ذي توجه علماني ممزوج بمسحة مسلحة تتمثل في الجبهة الثورية.
مبارك الفاضل كان من جانبه يراهن على قيادة الأمة والحلول محل الصادق المهدي بثمن عسكري وعن طريق الثورية. مبارك كان وربما لا يزال يعتقد أن بإمكانه دخول الخرطوم على أسنة رماح الثورية ومن ثم اجتياح الحزب وتزعمه بالقوة!
نصر الدين الهادي من جانبه فقدَ مقعده فى الثورية بسبب شعوره بأن الثورية بدأت عملها العسكري فى معاقل حزب الأمة فى كردفان وضربت أول ما ضربت أهله وأنصاره! وقادة الثورية يعلمون مدى عمق ألم نصر الدين ولكنهم قصدوا ذلك. وعلى ذلك فإن مبارك الفاضل ونصر الدين وعلاوة على خسرانهما لحزبهم، خسرا الرهان على الفتح ودخول الخرطوم كما دخلها المهدي من قبل وقتل غردون باشا.
والثورية نفسها ماضية باتجاه التفكك طالما خرج منها أو سيخرج لا محالة قطاع الشمال فالقطاع هو سجين جنوبي متى ما شاءت جوبا أبقته فى زنزانته؛ فيا ترى أين يمكن أن يتسع ويطيب المقام بمبارك الفاضل ورفيقه البائس نصر الدين الهادي؟
نتائج هذه اللقاءات -بعد الخصم والإضافة- وبقراءة عميقة سوف تقلل على الأقل فى الوقت الراهن حدة الاحتقان السياسي، فالوطني وبإرادة بدت قوية للكل يسعى للم الشمل السياسي بشتى السبل ويسعى وربما نجح الى حد كبير فى ذلك – لإنشاء علاقة جيدة مع جوبا.
هذه المعطيات والمتغيرات يصعب تجاهلها أو وضعها فى خانة المناورة السياسية بل وحتى لو وضعناها فى خانة المناورة السياسية فهي مناورة مؤثرة جداً تشد انتباه القوى المعارضة خاصة القوى السياسية التى وهنت عظامها أو أصبحت تثير الشفقة أكثر من أي شيء آخر.
فى ظل هذه الأوضاع فإن اثنين من غلاة قادة المعارضة المنتمين الى الجبهة الثورية وهما نصر الدين الهادي وابن عمه مبارك الفاضل أصبحوا فى موقف لا يحسدون عليه. فمن جهة أولى فإن أحزابهم الأصلية التى ينتمون إليها –الأمة القومي بزعامة المهدي– لفظتهم نظرياً وعملياً؛ بمعنى أنها تخطت مواقفهم عملياً إذ أن القومي حتى لو لم يشارك فى السلطة الحاكمة فهو لن يكون فى موضع المعارض الخارج عن السياق السلمي للمعارضة.
من الطبيعي أن ينفض الأمة القومي يده من الثورية وإلا فهو يحمل وجهتين لا يليق بالحزب ولن يليق به حملها. الأمة القومي فيما بدا واضحاً فى حاجة الى (تفاهم علني) مع الوطني؛ تفاهم يتجاوز كل التفاهمات السابقة بحيث يجعل الحزب فى وضع أفضل مما هو عليه الآن وهذا مرده الى شعور زعيم الحزب بضرورة مفارقة تحالف المعارضة عملياً، ذلك التحالف الذى عانى منه الأمة القومي ما لم يعانيه من الوطني.
معاناة وصلت الى درجة تفكير هيئة التحالف فى إدانة الأمة القومي وشطبه من الفريق! وذلك بسبب حزب صغير باعتقاد الأمة القومي، هو حزب البعث الاشتراكي التابع لسوريا، وقصة الشكوى التى قدمها لهيئة التحالف وسلسلة المواقف المهينة التى لحقت بالأمة.
الأمة القومي عازم على ما يبدو أن يكون فى موضع متقدم عن التحالف المعارض وهو فى ذلك ربما يلحق به الشعبي، فالاثنان – الشعبي والأمة – يشعران فى دخيلة نفسيهما أنهما غريبا الوجه واليد واللسان فى تحالف يساري ذي توجه علماني ممزوج بمسحة مسلحة تتمثل في الجبهة الثورية.
مبارك الفاضل كان من جانبه يراهن على قيادة الأمة والحلول محل الصادق المهدي بثمن عسكري وعن طريق الثورية. مبارك كان وربما لا يزال يعتقد أن بإمكانه دخول الخرطوم على أسنة رماح الثورية ومن ثم اجتياح الحزب وتزعمه بالقوة!
نصر الدين الهادي من جانبه فقدَ مقعده فى الثورية بسبب شعوره بأن الثورية بدأت عملها العسكري فى معاقل حزب الأمة فى كردفان وضربت أول ما ضربت أهله وأنصاره! وقادة الثورية يعلمون مدى عمق ألم نصر الدين ولكنهم قصدوا ذلك. وعلى ذلك فإن مبارك الفاضل ونصر الدين وعلاوة على خسرانهما لحزبهم، خسرا الرهان على الفتح ودخول الخرطوم كما دخلها المهدي من قبل وقتل غردون باشا.
والثورية نفسها ماضية باتجاه التفكك طالما خرج منها أو سيخرج لا محالة قطاع الشمال فالقطاع هو سجين جنوبي متى ما شاءت جوبا أبقته فى زنزانته؛ فيا ترى أين يمكن أن يتسع ويطيب المقام بمبارك الفاضل ورفيقه البائس نصر الدين الهادي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق