أكثر التعساء بمسيرة الحوار والتوافق الوطني الجارية الآن فى السودان، بين
الوطني وبقية مكونات المعارضة السودانية بالتأكيد ما يسمى بالجبهة
الثورية. صحيح أن الثورية إنما تحالفت مع تحالف المعارضة الداخلية (كغطاء)
سياسي فقط تستفيد من زخمه حالياً الى حين تمكنها من بلوغ هدفها ومن ثم
فلكل (حادثة حديث).
وصحيح أن الثورية المكونة من قطاع الشمال والحركات الدارفورية المسلحة تراهن على السلاح كوسيلة مثلى للوصول الى السلطة، ولكنها تتظاهر بارتباطها سياسياً بالتحالف المعارض الداخلي ولكن رغماً عن ذلك فإن الثورية الآن في أتعس حالاتها، ذلك إن مجرد رسوخ توافق بين الوطني والأمة القومي والشعبي يكشف ظهرها سياسياً، والأكثر سوءاً أن التوافق سوف ينزع تماماً الغطاء السياسي للثورية والأكثر سوءاً من ذلك كله إن إمكانية دخولها فى حوار وتفاوض وإن تم فسوف يتم من موقع ضعف فيها وليس موقف قوة، فلقد كانت أفضل ما بنته الثورية وراهنت عليه بنود وثيقة الفجر الجديد تلك الوثيقة التى أرادت بها (إحكام وثاق) الأحزاب السودانية (الكبيرة والصغيرة)، ذات التوجه الإسلامي أو العلماني، بأطروحاتها وشروطها ورؤاها وحدها، حتى إذا دانَ لها الأمر لاحقاً أذلت رقاب الأحزاب الكبرى ذات التوجه الإسلامي وقصمت ظهرها.
لربما تكون أحزاب الأمة والشعبي فطنت لهذه اللعبة الساذجة، أو ربما لم تفطن لها ولكن الثورية -بتوافق هذه الأحزاب- أو حتى مجرد وجود افتراض للتوافق ولو بعد عام من الآن يجعلها فى وضع بالغ السوء، فهي مطالبة بأن تقاتل بدون ظهير أيمن بالداخل وبدون لاعبين وسط، وعليها أيضاً أن تحث الخطى لتدخل الخرطوم فاتحة دون أن تصطدم بالجيش السوداني!
إذن هي مهمة صعبة، ولهذا فإن من المرجح فى مقبل الأيام أن تنشط الثورية -رغم ضياع فرصة فصل الخريف التى كانت تعول عليها- من جديد فى عمل مسلح لإحراج حركة التوافق السياسي المستجدة في البلاد. وهي عمليات كانت فى السابق تنجح فقط لوجود (إسناد ظهر داخلي) والآن ما عاد ذلك ممكناً ولا متاحاً، وحتى لو أتيح فهو (غير مضمون).
الأمر الثاني أن الثورية خلطت بين أهداف قطاع الشمال والمتمثلة فى محاولة خلق جنوب جديد واستعادة فكرة السودان الجديد؛ وما بين أهداف الحركات الدارفورية المسلحة التى بالقطع لا تسعى لفصل إقليم دارفور، بقدر ما تسعى لتغيير المعادلة السياسية فى المركز، ومن ثم فى إقليم دارفور، وهو ما جعلها وباستمرار ترفض التفاوض.
هذه الخلطة العجيبة من الأهداف داخل الثورية لن يُكتب لها النجاح أو حتى نصف نجاح، لأن من المعروف أن الحركة الشعبية -ويوم أن كانت شريكة فى السلطة فى فترة الانتقال- لم تبذل أدنى مجهود حقيقي للتدخل فى حل مشكلة دارفور.
لو كانت للحركة الشعبية –و القطاع جزء منها– أي رؤية سياسية حقيقية وجادة للحل لما تأخرت ولكنها لم تفعل ومن ثم فإن من غير المنطقي أنه وبعد أن تغيرت الظروف تماماً أن يسعى (ما تبقى من الحركة الشعبية فى الشمال) لمساعدة الحركات الدارفورية المسلحة على حل مشكلتهم.
يكفي أن الحركة الشعبية تركت أهل جبال النوبة وجنوب كردفان لمصير مجهول وقررت فصل إقليمها وأغلقت بابها عليها ثم عادت من النافذة لتحاول معاونة أهل جنوب كردفان على فعل شيء!
لقد دخلت الثورية -منذ هذه اللحظة- فى نفق مظلم من الفشل، فالقوى السياسية المعارضة بدأت فى حلحلة قضاياها مع الوطني، فرادى ومجتمعين، والجبهة السودانية الداخلية تمضي نحو المزيد من التماسك وهذا ما يجعل مهمة الثورية مهمة مستحيلة بلا منازع!
وصحيح أن الثورية المكونة من قطاع الشمال والحركات الدارفورية المسلحة تراهن على السلاح كوسيلة مثلى للوصول الى السلطة، ولكنها تتظاهر بارتباطها سياسياً بالتحالف المعارض الداخلي ولكن رغماً عن ذلك فإن الثورية الآن في أتعس حالاتها، ذلك إن مجرد رسوخ توافق بين الوطني والأمة القومي والشعبي يكشف ظهرها سياسياً، والأكثر سوءاً أن التوافق سوف ينزع تماماً الغطاء السياسي للثورية والأكثر سوءاً من ذلك كله إن إمكانية دخولها فى حوار وتفاوض وإن تم فسوف يتم من موقع ضعف فيها وليس موقف قوة، فلقد كانت أفضل ما بنته الثورية وراهنت عليه بنود وثيقة الفجر الجديد تلك الوثيقة التى أرادت بها (إحكام وثاق) الأحزاب السودانية (الكبيرة والصغيرة)، ذات التوجه الإسلامي أو العلماني، بأطروحاتها وشروطها ورؤاها وحدها، حتى إذا دانَ لها الأمر لاحقاً أذلت رقاب الأحزاب الكبرى ذات التوجه الإسلامي وقصمت ظهرها.
لربما تكون أحزاب الأمة والشعبي فطنت لهذه اللعبة الساذجة، أو ربما لم تفطن لها ولكن الثورية -بتوافق هذه الأحزاب- أو حتى مجرد وجود افتراض للتوافق ولو بعد عام من الآن يجعلها فى وضع بالغ السوء، فهي مطالبة بأن تقاتل بدون ظهير أيمن بالداخل وبدون لاعبين وسط، وعليها أيضاً أن تحث الخطى لتدخل الخرطوم فاتحة دون أن تصطدم بالجيش السوداني!
إذن هي مهمة صعبة، ولهذا فإن من المرجح فى مقبل الأيام أن تنشط الثورية -رغم ضياع فرصة فصل الخريف التى كانت تعول عليها- من جديد فى عمل مسلح لإحراج حركة التوافق السياسي المستجدة في البلاد. وهي عمليات كانت فى السابق تنجح فقط لوجود (إسناد ظهر داخلي) والآن ما عاد ذلك ممكناً ولا متاحاً، وحتى لو أتيح فهو (غير مضمون).
الأمر الثاني أن الثورية خلطت بين أهداف قطاع الشمال والمتمثلة فى محاولة خلق جنوب جديد واستعادة فكرة السودان الجديد؛ وما بين أهداف الحركات الدارفورية المسلحة التى بالقطع لا تسعى لفصل إقليم دارفور، بقدر ما تسعى لتغيير المعادلة السياسية فى المركز، ومن ثم فى إقليم دارفور، وهو ما جعلها وباستمرار ترفض التفاوض.
هذه الخلطة العجيبة من الأهداف داخل الثورية لن يُكتب لها النجاح أو حتى نصف نجاح، لأن من المعروف أن الحركة الشعبية -ويوم أن كانت شريكة فى السلطة فى فترة الانتقال- لم تبذل أدنى مجهود حقيقي للتدخل فى حل مشكلة دارفور.
لو كانت للحركة الشعبية –و القطاع جزء منها– أي رؤية سياسية حقيقية وجادة للحل لما تأخرت ولكنها لم تفعل ومن ثم فإن من غير المنطقي أنه وبعد أن تغيرت الظروف تماماً أن يسعى (ما تبقى من الحركة الشعبية فى الشمال) لمساعدة الحركات الدارفورية المسلحة على حل مشكلتهم.
يكفي أن الحركة الشعبية تركت أهل جبال النوبة وجنوب كردفان لمصير مجهول وقررت فصل إقليمها وأغلقت بابها عليها ثم عادت من النافذة لتحاول معاونة أهل جنوب كردفان على فعل شيء!
لقد دخلت الثورية -منذ هذه اللحظة- فى نفق مظلم من الفشل، فالقوى السياسية المعارضة بدأت فى حلحلة قضاياها مع الوطني، فرادى ومجتمعين، والجبهة السودانية الداخلية تمضي نحو المزيد من التماسك وهذا ما يجعل مهمة الثورية مهمة مستحيلة بلا منازع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق