الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

طه والشباب .. هل آن أوان التغيير؟!

التصفيق الحار والهتافات الداوية التي قابل بها الشباب اول من امس تأكيدات النائب الاول لرئيس الجمهورية باتاحة الفرصة لهم لتولي المواقع القيادية بالدولة ،وقوله»عندما نتحدث عن التغيير والتجديد واتاحة الفرصة للشباب فهذه ليست مناورة ،انها قناعة،إنها قناعة،إنها قناعة»..يوضح ان نفوس الشباب تهفو نحو تغيير حقيقي يعبر بالبلاد من ازماتها الراهنة ،وترديد النائب الاول لمفردة قناعة ثلاث مرات يؤكد ان قيادة الدولة تدرك حتمية التغيير لانقاذ مايمكن انقاذه.
وبعيدا عن جدلية التغيير في منهج الحكم ام الوجوه ،كل المؤشرات والمعطيات تذهب ناحية ان شكل الدولة السودانية واسلوب ادارتها سيختلف في الفترة المقبلة عما كان عليه خلال العقدين الاخيرين ،ليس لارتفاع اصوات شباب الحزب الحاكم الناغمة،ولا لبروز تيارات اصلاحية داخل المؤتمر الوطني وحسب ،بل لأن الازمات التي تمر بها البلاد اوضحت بحسب القوى السياسية المعارضة انها تعود للنهج الخاطئ لحكم الاسلاميين ،والذي كشفت قيادات في الحركة الاسلامية بانه بات من الماضي ولابد ان يطاله التغيير بعد ان افرز الكثير من السلبيات والقليل من الايجابيات، ويعتقد مراقبون ان الحكومة والمؤتمر الوطني وصلا لقناعة ان متطلبات الوضع الراهن بالبلاد يحتم اجراء مراجعات تتبعها معالجات حقيقية.
وكان النائب الاول لرئيس الجمهورية قد وعد في الندوة الفكرية التي اقامها الاتحاد الوطني للشباب السوداني باتاحة الفرصة امام الشباب لتولي المواقع القيادية بالدولة في اطار التغيير والتجديد الذي دعت له قيادات المؤتمر الوطني ، وزاد» نقولها بكل صدق وصراحة بكم ومعكم نشيد المستقبل وسنكون سندا ودعما ،والمواقع متداولة ،وغدا ستأخذون مواقعكم ،حيث الان نحن موجودون،وقال»وعندما نتحدث عن التغيير والتجديد واتاحة الفرصة للشباب فهذه ليست مناورة ،انها قناعة،إنها قناعة،إنها قناعة».
والفرحة الكبيرة التي قابل بها الشباب تأكيدات النائب الاول لرئيس الجمهورية، يصفها المحلل السياسي محمد علي اونور، بالحقيقية ويراها رسالة واضحة للقيادة العليا للدولة والحزب الحاكم تشير الى ان المرحلة المقبلة تحتم منحهم المزيد من الفرص حتى يتمكنوا من الاسهام في تغيير الواقع الذي تمر به البلاد، وزاد»وفرحتهم تعني ايضا انهم غير راضيين عن الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها البلاد والتي تحتم حسب رؤية الشباب ان تكون هناك اصلاحيات حقيقية».
مشاركة الشباب وهي بطبيعة الحال تتعلق باولئك المنتسبين للحزب الحاكم ، وبرغم التأكيد على انها ستصبح واقعا ، الا ان هناك من يستبعد حدوثها بالشكل الذي ينشده الشباب ،ليس لانها ربما تشهد مقاومة من الحرس القديم ،ولكن لأنها ستبعد وجوها ظلت تسيطر على مقاليد الامور بالدولة والحزب منذ المفاصلة الاولى في الرابع من رمضان نهاية العقد الماضي ،معتبرين ان حدث مثل هذا اذا وقع ستترتب عليه الكثير من التوابع التي لا يمكن التنبوء بمالاتها.
ويشكك المحلل السياسي الدكتور صلاح الدين الدومة في موافقة الحرس على ترك السلطة ،متوقعا ان يعملوا على مقاومة كل خطوة تصب في هذا الاتجاه ،ويعتقد الدومة في حديث «للصحافة» ان تنزيل المبادرة على ارض الواقع تتوقف على رئيس الجمهورية ومدى ارادته في اصلاح حقيقي يضع حدا لمشكلات السودان ،ويتوقع البروفسير الدومة ان يعمل الحرس القديم على اجهاض المبادرة بشتى السبل خوفا على السلطة، وقال ان هناك من له مصالح في استمرار النظام بوضعه الراهن.
بالمقابل يعتبر المحلل السياسي محمد علي اونور ترديد النائب الاول لمفردة قناعة فى حديثه عن التغيير والتجديد «ثلاث مرات» تعبير عن توصل الحزب الحاكم الى ان قناعة الاصلاح وتغييرالنهج الذى تدار به البلاد، اصبح خيارا مقدسا مثل التقديس الذى عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه الام بتكريره كلمة «امك ثلاث مرات» كما ورد فى الحديث الشريف، وقال اونور ان الحزب الحاكم لم يعد امامه غير طريق واحد وهو احداث تغيير جذري واتاحة الفرصة امام الشباب.
الا ان هناك من يرى ضرورة اقتصار مشاركة الشباب على نسبة لاتتجاوز 25% في اجهزة الدولة ،وذلك لضعف خبرتهم وافتقادهم للحكمة واندفاعهم ،وهذا مايشير اليه المحلل السياسي الدكتور عبده مختار ،والذي رغم تأكيده على ضرورة اشراك الشباب من اجل اكتسابهم لخبرات العمل التنفيذي،الا انه وفي حديث «للصحافة» يؤكد اهمية مواصلة بعض من يصنفون في خانة الحرس القديم للاستفادة من خبراتهم، واعمالا لمبدأ عملية تواصل الاجيال ،وقال انه يفضل الدفع بالقيادات الوسيطة التي تنحصر اعمارها بين العقدين الرابع والخامس ،والا تتجاوز نسبة مشاركة من هم دون الاربعين ال 25%،ورغم ذلك يعتبر المحلل السياسي ان الشباب اقرب لضمير الشعب وانهم على ادراك عال باتجاهات الرأي العام ،وزاد: هم يختلفون عن القيادات التي انعزلت عن الجماهير وباتت كأنها في ابراج عاجية ،والدفع بالشباب يجب ان يأتي متدرجا حتى يمكن ان يسهموا في احداث التغيير المنشود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق