على الأقل أعرب الحزب الوطني فى السودان عن عزمه على استبعاد من تجاوزوا سن
الشباب عن العمل السياسي والتنفيذي. الفكرة سهلة وإن لم تخل من مصاعب هنا
أو هناك.
وعلى الأقل يستطيع الوطني -ولو تدريجياً- إنفاذ خطته هذه طالما تحلى بالانضباط التنظيمي والقدرة على مجابهة التحديات الجسام، فخبرة ربع قرن من السنوات ليست قليلة، ولكن بالمقابل فإن الأزمة تبدو أكثر تعقيداً على صعيد تحالف المعارضة، فعوضاً عن أنها لم تجرؤ حتى الآن على مجاراة الوطني فيما يعتزم فعله؛ فإن تحالف المعارضة -للأسف الشديد- يفتقر عملياً الى الكوادر الشبابية القادرة على أن تصبح بديلاً مقبولاً.
هذه حقيقة من المستحيل أن ينتطح عليها عنزان كما يقولون، فقبل أيام احتفل رئيس هيئة التحالف المعارض فاروق أبو عيسى بعيده الثمانين! والرجل موفور الرغبة الجامحة فى تولي المناصب السياسية سواء جاءت عبر اسقاط مسلح للحكومة أو عبر تسوية سياسية.
نموذج أبو عيسى من النماذج المحيرة فى المشهد السياسي السوداني فالرجل عاصر العديد من العهود بدءاً من مايو 1969 وحتى الآن وما يزال في نفسه رغبة جامحة للسلطة.
ذات الأمر يمكن قرائته بشأن الثمانيني الشهير هو الآخر، الدكتور حسن الترابي، إذ برغم كل شيء ما يزال الرجل لاعباً فى (الوسط) فى ملعب السياسة السودانية، رغم تراجع اللياقة وتباعد خطوط فريقه، والفتور الذى يعتمل فى خطواته ولهثه الدائم فى الملعب.
الأمر نفسه ينطبق على بقية الأحزاب التقليدية العريقة، فقدت الشباب طوال عقود واحتفظت ببعض الشيوخ وما تزال تشهد ألاّ حزب إلا حزبها! أما الأكثر سوءاً فيتمثل في الأحزاب (الجنائزية) إذا جاز التعبير، تلك التى منذ أن ولدت وإلى اليوم لم تغش برلماناً أو مجلساً محلياً، أو لجنة شعبية ولم تتشرف مطلقاً باختيار أحد، أو ميل ناخب سوداني -مجرد ميل- إليها!
هذه الأحزاب يعج بها تحالف المعارضة وتسمع لها صوتاً وضجيجاً عالياً تماماً مثل الصوت الذى تحدثه الأواني الفارغة وفقاً للمثل الغربي الشائع: "الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً عالياً"!
إن كانت للسودان أزمة سياسية حقيقية فهي أزمة هذه القوى السياسية التى تتشكل ما بين قوى سياسية قديمة لم تطور نهجها ولا أطروحاتها ولا قادتها الذين وصلوا أرذل العمر؛ وما بين قوى سياسية أخرى وإن كان بها قليل من الشباب الآيل الى الشيب ولكنهم بلا قواعد جماهيرية ولا تناغم مع ميول الناخب السوداني.
ولعل لهذا السبب فإن بحث الوطني المضني عن حلول سياسية وتوافق وطني شامل سيظل يراوح مكانه إذ أن الكثيرين يظلمون الوطني ظلماً بائناً بسيطرته وحده على الأوضاع ومقاليد الأمور.
الوطني فى الواقع استفاد من وجوده فى السلطة في تفريخ كوادر مدربة وإنتاج شباب قادر على إكمال ما بدأه الشيوخ والقدامى، ولعل خير نموذج على ذلك -موضوعياً- اختيار ثلة من الشباب للتحدث باسمه، كلٌ منهم يتملك ناصية التعبير والقدرة على التفاعل السياسي.
أزمة الوطني فى الواقع هي أزمة الوطن.. أزمة تكلست فيها الأحزاب السياسية وفقدت قدرتها على النطق والمشي!
وعلى الأقل يستطيع الوطني -ولو تدريجياً- إنفاذ خطته هذه طالما تحلى بالانضباط التنظيمي والقدرة على مجابهة التحديات الجسام، فخبرة ربع قرن من السنوات ليست قليلة، ولكن بالمقابل فإن الأزمة تبدو أكثر تعقيداً على صعيد تحالف المعارضة، فعوضاً عن أنها لم تجرؤ حتى الآن على مجاراة الوطني فيما يعتزم فعله؛ فإن تحالف المعارضة -للأسف الشديد- يفتقر عملياً الى الكوادر الشبابية القادرة على أن تصبح بديلاً مقبولاً.
هذه حقيقة من المستحيل أن ينتطح عليها عنزان كما يقولون، فقبل أيام احتفل رئيس هيئة التحالف المعارض فاروق أبو عيسى بعيده الثمانين! والرجل موفور الرغبة الجامحة فى تولي المناصب السياسية سواء جاءت عبر اسقاط مسلح للحكومة أو عبر تسوية سياسية.
نموذج أبو عيسى من النماذج المحيرة فى المشهد السياسي السوداني فالرجل عاصر العديد من العهود بدءاً من مايو 1969 وحتى الآن وما يزال في نفسه رغبة جامحة للسلطة.
ذات الأمر يمكن قرائته بشأن الثمانيني الشهير هو الآخر، الدكتور حسن الترابي، إذ برغم كل شيء ما يزال الرجل لاعباً فى (الوسط) فى ملعب السياسة السودانية، رغم تراجع اللياقة وتباعد خطوط فريقه، والفتور الذى يعتمل فى خطواته ولهثه الدائم فى الملعب.
الأمر نفسه ينطبق على بقية الأحزاب التقليدية العريقة، فقدت الشباب طوال عقود واحتفظت ببعض الشيوخ وما تزال تشهد ألاّ حزب إلا حزبها! أما الأكثر سوءاً فيتمثل في الأحزاب (الجنائزية) إذا جاز التعبير، تلك التى منذ أن ولدت وإلى اليوم لم تغش برلماناً أو مجلساً محلياً، أو لجنة شعبية ولم تتشرف مطلقاً باختيار أحد، أو ميل ناخب سوداني -مجرد ميل- إليها!
هذه الأحزاب يعج بها تحالف المعارضة وتسمع لها صوتاً وضجيجاً عالياً تماماً مثل الصوت الذى تحدثه الأواني الفارغة وفقاً للمثل الغربي الشائع: "الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً عالياً"!
إن كانت للسودان أزمة سياسية حقيقية فهي أزمة هذه القوى السياسية التى تتشكل ما بين قوى سياسية قديمة لم تطور نهجها ولا أطروحاتها ولا قادتها الذين وصلوا أرذل العمر؛ وما بين قوى سياسية أخرى وإن كان بها قليل من الشباب الآيل الى الشيب ولكنهم بلا قواعد جماهيرية ولا تناغم مع ميول الناخب السوداني.
ولعل لهذا السبب فإن بحث الوطني المضني عن حلول سياسية وتوافق وطني شامل سيظل يراوح مكانه إذ أن الكثيرين يظلمون الوطني ظلماً بائناً بسيطرته وحده على الأوضاع ومقاليد الأمور.
الوطني فى الواقع استفاد من وجوده فى السلطة في تفريخ كوادر مدربة وإنتاج شباب قادر على إكمال ما بدأه الشيوخ والقدامى، ولعل خير نموذج على ذلك -موضوعياً- اختيار ثلة من الشباب للتحدث باسمه، كلٌ منهم يتملك ناصية التعبير والقدرة على التفاعل السياسي.
أزمة الوطني فى الواقع هي أزمة الوطن.. أزمة تكلست فيها الأحزاب السياسية وفقدت قدرتها على النطق والمشي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق