الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

رجال الخط الاحمر .....

قالت قوى المعارضة السودانية – وهي تعاني النزع الأخير لروحها السياسية – إنَّ رفع الدعم عن المحروقات خط أحمر! فصحاء تحالف المعارضة تباروا فى تحدي الحكومة السودانية ولكنه تباري أجوف بكل ما تعنيه الكلمة، فلو كانت الحكومة السودانية تخشى قوى المعارضة لما لجأت الى هذا الخيار الصعب مهما كان الثمن.
المعارضة من جانبها درجت على الانتظار عند حافة النهر مترقبة وصول جثمان الحكومة السودانية دون أن تتأكد، هل الحكومة قد تمزقت بالفعل أم أنها تمارس (رياضة السباحة)؟
إن كان للمعارضة السودانية خطاً أحمر فهو بالتأكيد فى كوكب آخر خارج مجموعتنا الشمسية، فليست هذه هي المرة الأولى التى تخط المعارضة فيها خطاً أحمراً للحكومة على الطريقة الصبيانية القديمة التى حين يتشاجر اثنان من الصبيان فإن أحدهما يخط خطاً على الأرض يتحدى فيه خصمه على تجاوز هذا الخط!
للأسف الشديد تحاول المعارضة وضع خطوطاً حمراء لا تقع على حصر طوال أكثر من عقدين من الزمان وفى كل مرة يتراجع الخط الأحمر ويتوارى ثم ما تلبث أن تخطه المعارضة من جديد فيأتي دفق السيل ويجرفه فتعود المعارضة لخطه من جديد وهي لا تلوى على شيء!
وما من شك أن تحالف المعارضة -قبل يومين فقط- نعى نفسه قبل أن يلفظ أنفساه الأخيرة! نعي أشبه بنعي الشاعر العربي الشهير مالك بن الرّيب. الفارق الوحيد بين الاثنين أن الأخير كان يتناول الأمر بشفافية الروح، وصدق الوجدان، أما قوى المعارضة فهي نعت نفسها وهي تلطم خدها وتشق جيبها لمجرد شعورها أن حزبين من مكوناتها (الشعبي والأمة القومي) لم يعودا (داخل الحظيرة التحالفية) فقد فضلا الخروج الى الأجواء الطليقة الرحبة.
ولهذا فإن مجرد تفكير مكون من مكونات التحالف فى مغادرته لسبب أو آخر يعني أن هناك (خطأ ما) داخل التحالف وبدلاً من أن تهدر قوى المعارضة وقتها في (وضع الخطوط الحمراء) للسلطة الحاكمة، فقد كان عليها أن تخط خطوط حمراء (أصغر قليلاً)  داخل التحالف للحيلولة دون خروج الذين يضيق بهم ماعونها السياسي الضيق الأفق، المتشبث بالماضي وحده لاستعادة الحاضر، ولا نظرة لديه للمستقبل.
لقد بكت هالة عبد الحليم على التحالف وبكى فاروق أبو عيسى على ما آل إليه التحالف وذرفوا دموعاً كان من الممكن أن تملأ محيطاً ولكنهم مع كل ذلك لم يكفوا عن وضع الخطوط الحمراء للحكومة السودانية.
ولو كانت هذه الخطوط (الوهمية) الافتراضية تثير خشية الحكومة السودانية لكانت استسلمت لتحالف المعارضة منذ أول خط أحمر خطته المعارضة منذ سنوات إن لم تكن عقود.
على تحالف المعارضة أن يسعى باتجاه تخطيط بناءه العشوائي الذى تهدم بفعل الرياح والعواصف ولم يعد المناخ الخانق داخل التحالف يروق لأي مكون من مكوناتها دعك من أن تقود الشارع الى تظاهر لإسقاط الحكومة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق