الخميس، 16 مايو 2013

أكذوبة (القاتل المحترف) من كتم الي كرايدون(4)

محمد عيسي سالم أبو قاسي محمد جنجويد لاحقاً حكينا قصة خروجه من دامرة الشيخ بكتم بحثاًَ عن تحقيق حلمه.. بريطانيا عبر ليبيا التي وصلها في العام 2001م وكان وقتذاك في السادسة عشرة من عمره وبقي فيها ست سنوات مزارعاً وراعياً ومحافظاً علي قوة حلمه ببريطانيا حتي خرج في مركب هو عنوان للمجازفة وتوقفت بهم علي بعد 10 كيلو مترات من شواطئ ايطاليا والقي القبض عليهم من شرطة خفر السواحل الايطالية.. ثلاثين مغامراً جمعهم حلم الهجرة ومركب بلاستيك وقارب إنقاذ ثم انضموا الي آخرين كثر كانوا سكان المعسكر يشبوهنهم في الحلم والحظ...
سمسار سوداني ورفيقه الكردي سهلا علي محمد عيسي سالم أبو قاسي الدخول الي الأراضي البريطانية أو هي الصدفة التي جعلت الشاحنة التي هرب عليها وجهتها بريطانيا ... عبر بسلام من نقطة التفتيش الفرنسية وهو بين كراتين البضائع ويرافقه في ذات المغامرة شاب أفغاني .. الشاحنة صعدت علي ظهر سفينة.. دقائق ليسمع بعدها صوت الشاحنة والأمواج.. ليس أكثر من خمس دقائق لتتوقف ثم تتحرك الشاحنة وتنزل وتسير ثم تتوقف وحوار بالانجليزية تأكد له الآن الي الحوار الذي يدور بين السائق وآخرين كانوا هم شرطة الحدود البريطانية فقد سمع صوت جهاز التفتيش .. تيت ..تيت..تيت.. كان احدهم يحاول فتح الباب الخلفي للشاحنة ثم يتوقف فتوقف الزمن عند كليهما محمد والأفغاني" حوار بين السائق والشرطة ثم تتحرك السيارة الآن ودون أن يشعر وجد محمد انه قد استسلم للنعاس بعد أن فشلت محاولاته للسيطرة عليه وذات الحلم القديم المتكرر القطار الطويل ..
يستيقظ محمد علي يد الأفغاني يشير إليه عبر فتحة في مشمع الشاحنة الآن الشاحن متوقفة جوار محطة وقود والسائق يتجه الي استراحة طرقا علي باب الشاحنة فانتبه السائق وجاء مهرولاً ليفتح الباب فيبدو عليه انه تفاجأ بوجودهما تأكد لمحمد تماماً أن السائق ليس شريكاً في عملية هروبهما عبر شاحنة.
تلفت السائق يمنة ويسري وعندما تأكد له خلو الشارع من مراقب أشار لهما بالفرار وهو يسبهما أو هكذا اعتقد محمد.. محطة الوقود هادئة فالوقت صباحاً والطقس بارد.. دخلا الي دورة المياه استعدادا لرحلة أخري خرجا وسارا بلا هدي دقائق لتلحق بهما عربة شرطة فأوقفتهما وصعدا دون مقاومة.. نصف ساعة أو اقل قليلاً قبل أن يترجلا من السيارة الي داخل قسم الشرطة لاحقاً يعرف أنهما في اكسفورد ساندوتش وما ء وكوب قهوة ثم مترجم ليبدأ التحري..
اسمك: محمد
جنسيتك : سوداني
من أين : فرنسا
الي أين: بريطانيا
لماذا : سبب الوضع الاقتصادي
كان محمد صادقاً جداً.. هو يعتقد جازماً أن الوضع الاقتصادي في بريطانيا أفضل وان الوضع الاقتصادي السييء يصلح أن يكون سبباً لقبوله لاجئاً..
بقيا في الانتظار قبل ان يخرج المترجم ويسلم محمد كارتاً عليه اسم محطة ورقم بص وخريطة.. قال له المترجم : هذه المحطة التي تجد عليها هذا البص بهذا الرقم تركبه سيقلك الي حيث إدارة الهجرة وهناك سيعتنون بك.. شكره محمد وانصرف.. الطريق الي المحطة واضح وباللون الأحمر علي الخريطة وبعد دقائق وصلها.. مد بالورقة لأحد المنتظرين يسال عن رقم البص.. أشار له بالجلوس وراح في حلمه قبل أن ينتبه الي شاب سوداني وبلهجة لقبيلة شهيرة في دارفور جلس الي جواره ودار بينهما حوار لينتهي الي أن محمود هو اسم الشاب.. جاء الس هناك للجوء السياسي وتحقق له ما أراد منذ ثلاث سنوات.. ووعد بمساعدة محمد.. ومن هنا تبدأ قصة محمد جنحويد..
محمود عرض المساعدة وشرع عندما أعاد لمحمد العملة اليورو.. هنا لا يتعاملون الا بالجنيه الإسترليني.. دفع له ثمن تذكرة البص.. وقاده الي حيث مبني إدارة الهجرة وفي الطريق أعطاه الحالات التي تمنح حق اللجوء.. قال لمحمد:
بما انك من القبائل العربية فلن يقبلوا منك قصتنا نحن..
سأله عن قصته؟ ..
قال : نحن قلنا لهم أننا من القبائل التي هجمت عليها القوات الحكومية بمشاركة الجنجويد.. ثم اقترح عليه طريقاً أسرع لنيل حق اللجوء.. ما رأيك أن تقول انك قد شاركت في عمليات القتل مع القوات الحكومية باعتبارك من القبائل العربية؟
قال محمد ضاحكاً : لكنني لم أشارك بل ولا اعرف استعمال السلاح..
ضحك محمود وهو يقول: ونحن كذلك لم يهجم علي قريتنا احد.. لكنها أسباب للجوء فقط..
انتهي بهما الحوار جوار مبني إدارة الهجرة وتم تلقين محمد القصة وتأكد محمود من حفظه لتفاصيلها.. اسمي محمد ويلقبونني محمد جنجويد.. شاركت مع مليشيات تابعة للنظام في الخرطوم، هجمنا علي قري الزرقة في دارفور قتلنا 300 ألف شخص .. وحرقنا القري.. كنا نركب الأحصنة.. ندمت أنا علي هذه الجرائم فرفضت المشاركة وهددوني بالقتل فهربت منهم عبر ليبيا حتي وصلت الي هنا..
وقبل ان يغادره محمود اتصل علي زملائه في داخل المعسكر ليستقبلوا محمد.. وطمأنه بأن إخوانه داخل المعسكر سيقومون باللازم وودعه وانصرف واعداً بمعاودة الاتصال عبر إخوانه رفقا المعسكر.. الآن محمد بات احد أعضاء هذا المعسكر.. باكسفورد.. تم تسجيل بياناته الأولي وأعطوه غرفة ورقماً.. لم يلبث إلا قليلاً حتي تأتي فتاة ومعها طفلها ذو السنتين للتعرف عليه وحكت له ع محمود.. واعادت عليه تسميع القصة اسمها مريم رافقته ذاك النهار وفي المساء اخبرته انه غداً سيقابل اللجنة ونصحته بحفظ القصة حتي لا يتضح لهم أنها مفبركة.. عرف وقتها محمد ان تاريخ اليوم هو 22/9/2006م ثلاثة أشهر وخمسة أيام منذ أن غادر ليبيا.
استيقظ باكراً ليجد مريم ف بانتظاره.. تناول إفطاره ومضي لمقابلة اللجنة.. طالت مدة المقابلة.. غير انه خرج مطمئناً فقد وجدت قصته انتباها وتفاعلاً..وجد مريم وآخرين في انتظاره.. تلقي التهنئة منهم فكل الإشارات التي حكاها تشير الي انه سينعم ببطاقة لأجيء ويسعد.. ونام ليستيقظ فزعاً لتكرر ذات الحلم.. القطار الطويل والذي زادت سرعته.. فزع لأنه ظن انه قد وصل الي محطته النهائية.. الحكم كان يقول غير ذلك، بقي ساهراً حتي الصباح لينام قليلاً ويستيقظ علي محمود ومريم وآخرين هم عبد الرحمن واسحق عشر وخواجة اسمه ديفيد.. أخرجوه من المعسكر الي مكان قال له محمود: هذه أخر أحياء لندن..
وجد هناك صحافيين وكاميرات تلفزيون في انتظاره.أعاد أمامهم القصة كما قام بتأليفها وإخراجها محمود ثم انتهي به الأمر الي شقة في برمنجهام بقي فيها ثلاثة أيام قبل ان يعودوا به الي المعسكر .
ثم عاد محمد الي المعسكر ممنياً النفس باستلام بطاقة لأجيء.. قابله زميل بالمعسكر.. ليبي وناداه: أهلاً بالأخ محمد جنجويد.. ايش اللي عملته يا راجل؟
التفت محمد متسائلاً..
قال الليبي: رأيناك في الفضائيات.. قصتك لا تنفع..
قال محمد: لكنها بمشاركة آخرين
تداخل سوداني: أخاف أنهم وظفوك لقضيتهم..
عندها فقط تذكر محمد تكرار حلم القطار الطويل المسرع.. ثم نادته مريم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق