الأحد، 26 مايو 2013

الصادق المهدي... تناقضات المواقف غايتها الزعامة المطلقة!!

يرفض الإرث والتوريث للزعامة والسلطة .. ويتقلب في نعمائها ويعد أبنائه ويؤهلهم لذلك!!, يتحدث عن الديمقراطية لكن ممارساته ومواقفه داخل حزبه تتقاطع معها تماما !!..ينتقد إقصاء الآخرين ويمارسه داخل حزبه!!... يدعو للانضباط والمؤسسية في العمل التنظيمي والسياسي ويخرج عليه ويناقضه لتحقيق أهدافه وطموحاته!!.هذه الحالة التي تلبث السيد الصادق المهدي جعلته لا يتورع في تصريف الأشياء والتعامل معها وفق ما يحقق أهدافه.. ومن هنا جاء عدم التزامه بمواقف ثابتة وتصريحات منضبطة ومنسجمة .فصار ذلك احدي صفاته ومميزاته الشخصية.فالسيد الصادق المهدي ومع ذلك كله يمكنه أن يكون مثالاً للإرث الطائفي في السودان من حيث النشأة والتربية وهما عاملان لهما تأثيرهما المباشر على السلوك والممارسة رغم مؤثرات الحداثة والتطور في مجال التعليم والثقافة والتعاطي الاجتماعي والسياسي.ذاك الإرث المؤثر على وفي شخصية السيد الصادق المهدي جعله ينطلق كل تصرفاته من مركزية واحدة هي حب الزعامة والسلطة والتي يستمدها من اعتقاد جازم ..أنه ما خُلق إلإ أن يكون زعيماً مطلقا!!..هذا التناقض في كل شيء في سيرة الإمام كان أحد الأسباب الرئيسية في فشل كل الحكومات التي ترأسها !!.. ورغم ذلك فالرجل لازال غير مقتنع ولا يقر بذلك بل لازال يطالب بمزيد فرص ليبرهن زعامته المطلقة عبر تناقض مواقفه (أقولاً وأفعالا).
الشواهد تقول أن السيد الصادق في التعامل داخل حزبه لا يلتزم بالأسس الديمقراطية التي ظل يدعو إليها في كل المنابر الدولية والمحلية مما يؤكد ما ذهبنا إليه بولع الرجل بالتناقض ومن تلك الشواهد نذكر منها علي سبيل المثال:
- رفض الصادق توصيات هيئة الرقابة وضبط الأداء التي كان يرأسها الحاج عبد الرحمن نقد الله التي طالبت بإصلاحات في الهيكل الإداري في الحزب . لكنه عاد ليحتكم إليها لإقصاء القيادي بالحزب محمد علي المرضي.
- تجاوز الصادق المؤتمر العام لحزبه بفصله محمد على المرضي عن الحزب – رغم انه (المرضي) قد أنتخبه المؤتمر العام.
- عدم احترامه للديمقراطية تسبب في ابتعاد مجموعة مبارك الفاضل (عاد إليه مؤخرا) بجانب عبد الرسول النور الذي أخذ على الصادق – وفق حواره مع البيان الإماراتية 16-5-2004م- رفضه للرأي الآخر وسيطرة أسرة المهدي وتحكمها في شئون الحزب باستغلال وجودها في مفاصل الحزب.كما أن الصادق رفض التوافق على مرجعية واحدة لاتخاذ القرار داخل الحزب.بجانب أن الصادق ينقاد ويستجيب للابتزاز والضغوط الأسرية مما جعله يرفع عضوية الهيئة المركزية للحزب لـ (581) عضوا بعدما كانت (400) كما قرر آخر مؤتمر عام للحزب.

- مؤتمر الحزب الذي أنعقد في سوبا – أبريل 2003م والذي أكد الصادق حينها أنه -المؤتمر-قد عكس وأكد وجود ممارسة ديمقراطية في اختيار مؤسسات الحزب . لكن شهود عيان حضروا المؤتمر خرجوا بالملاحظات التالية:
- لم يتم الالتزام بالإجراءات المتعارف عليها في انتخاب الرئيس ( ترشيح- تزكية – قفل باب الترشيح- فتح باب الانسحاب – الإجراء الانتخابي ) وما تم اعتمد على العاطفة والمشاعر الملتهبة!!
- غياب المصداقية في التصعيد من الكليات المختلفة خاصة الأقاليم والطلاب- حدث تغيير لبعض الأسماء.
- قائمة الرئيس كل من سقط في انتخابات الكليات حيث تم تصعيد رباح الصادق بعد سقوطها في كلية قطاع المرأة ومحمد زين عديله بجانب أسماء أخرى.
- تم إدخال كل أبناء الرئيس في الهيئة المركزية باستثناء أم سلمه وطاهرة!!

- أضاف الصادق نسيبه الواثق البرير لعضوية المكتب السياسي رغم تعادله مع الفاضل حمد دياب الذي أبعد!! كما تم انتخاب صهره عبد الرحمن الغالي من قبل كلية المكتب القيادي!!
- بسبب ضغوط الصادق وأسرته تم انتخاب دكتور عبد النبي على أحمد (رحمه الله)أميناً عاماً للحزب رغم انتمائه للحزب كان عام 1985م وعندما أعلن فوزه في المؤتمر السادس أميناً عاما - عبد النبي – قرأ خطاباً كان معداً مسبقاَ!! مما يؤكد بأن الصادق قد أخرج المؤتمر وفق رغبته!!!
- اختيار ( المرحوم ) دكتور عمر نور الدائم نائباً للرئيس عن طريق المكتب السياسي كان خطأ دستورياً – لأنه من مهام الهيئة المركزية – وفق لائحة المكتب السياسي .

كثيرة هي المواقف المتناقضة لدى السيد الصادق لكن يمكننا ان نقيس على أمثلة منها لتبين مدى ذاك التناقض لدى الرجل:
- في عام 1997م وفي لقاء له مع الفضائية اللبنانية (LBC)قال الصادق أن عمه أحمد المهدي فقد الكثير من التأييد وعطف الأنصار بسب علاقته مع النظام المايوي ثم تقاربه مع الإنقاذ وأضاف بالقول حيها : كل فرد من الأنصار ينحو للتعاون مع الدكتاتورية إنما يتجه اتجاها في حقيقته خيانة الجماعة... وإذا قارنا ذلك بمواقف الصادق وحزبه نجد الأتي:
- سلم حزب الأمة السلطة لكبار الجنرالات في 17نوفمبر1958م ودعا الصادق نفسه السيد عبد الرحمن لتأييد نظام عبود!!!
- سعى الصادق شخصياً للمفاوضات والتعاون مع نظام مايو إبان حصار الجزيرة أبا وجاء للخرطوم تاركاً الأنصار والمجاهدين تحت جحيم الحصار!! وهو كما يقول قادة الجبهة الطينة أول من بادر لمقابلة الرئيس نميري بعد أحداث 1976م فتسبب بذلك في إضعاف المقاومة المسلحة ضد مايو!!
- بعد مصالحته لمايو في 1977م شارك الصادق مع النظام المايوي في الاتحاد الاشتراكي كعضو في المكتب السياسي!!.
- في عهد الإنقاذ وحين تم القبض عليه في يوليو1989م وجدت بحوزته مذكرة كان بصدد تقديمها لقائد الإنقاذ يدعو للدخول في مفاوضات مع الثورة.
- والصادق هو نفسه الذي فاوض وصالح الإنقاذ عبر أكثر من اتفاق بدءا من جنيف مرورا بجيبوتي ثم التراضي الوطني . ولا يزال الرجل يطلب من الإنقاذ ودا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق