الاثنين، 13 مايو 2013

شركاء خارج مسرح الجريمة ؟

رغم كل الجرائم البشعة المقززة التى ارتكبتها الجبهة الثورية -عن عمد وسبق إصرار- فى مناطق أم روابة وأبو كرشولا والترويع غير المسبوق الذى اجتاح المدنيين البسطاء إلا أن قوى الإجماع (تحالف المعارضة السياسية) لم تسارع لعقد اجتماع طارئ واتخاذ موقف واضح مما جرى.
صحيح أن بعض هذه القوى -منفردة- هنا وهناك وبكلمات مقتضبة خجولة (رفضت) ما جرى ولكنها كتحالف لم تجتمع لتحدد موقفاً واضحاً يحدد أين تقف مما يمس المواطنين وما يتعلق بالعمل المعارض، وما هو خاص بالحكومة وما خاص بالدولة وممتلكات الشعب العامة.
بل الغريب أن الأمين العام السياسي للشعبي كمال عمر لم يجد حرجاً فى انتقاد د. يوسف الكودة، رئيس حزب الوسط لمجرد وصف الأخير لقوى المعارضة بالضعف! والطريف أن عمر (تمنّى) لو أنَّ د. الكودة وجّه ذات النقد (داخل منظومة التحالف) وليس عبر وسائل الإعلام!
إن اختيار تحالف المعارضة لركن قصيّ والتزام الصمت حيال كل هذه الوحشية غير المسبوقة التى أزهقت فيها أرواح أبرياء يجعله فى كفة واحدة مع الجناة. فلئن كان التحالف قد دافع عن نفسه واستمات فى الدفاع عنها بأن وثيقة الفجر الجديد التى وقعها قبل أشهر مع الجبهة الثورية، وأوهمَ البسطاء بأنه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من الوثيقة فإن منطق الأمور كان يحتم أن يتبرأ التحالف من هذه الجرائم التى ارتكبت -والحلف لا يزال معقوداً- بين مكونات التحالف والجبهة الثورية.
كما أن المنطق الذى تعاملت به قوى التحالف حين أنكرت توقيعها وتفويضها لمن وقعوا عنها على وثيقة الفجر الجديد مخافة تعرضها لإجراءات أو غضب من جانب جماهير السودانيين لما احتوت عليه الوثيقة، كان ينبغي أن يكون هو ذات المنطق الذي تستخدمه قوى التحالف هذه المرة فى إنكار قيام الحلف من أساسه بينها وبين الثورية على الأقل لكي تتقي غضبة (ما تبقى) من جماهير لها.
أما وقد رانَ الصمت لأكثر من أسبوع والجرحى بالمئات والقتلى أيضاً بالمئات والنازحين بعشرات الآلاف وتم تدمير محطات طاقة تكلف الملايين ومباني حكومية وسجلات، ففي ذلك دلالة على (رضا تام) من قوى التحالف لما قامت به الجبهة الثورية. وكما فى القوانين الجنائية فنظريتها العامة يعتبر شريكاً كل من يساعد أو يساند أو يشد عضد الجاني أو يتفق معه؛ فإن فى السياسة أيضاً تنطبق ذات المعايير، فتحالف المعارضة لديه أتفاق مع الجبهة الثورية على إسقاط النظام والتحالف يعلم مسبقاً أن كيفية الإسقاط هذه تتضمن فيما تتضمن استخدام السلاح فالجبهة الثورية فصيل مسلح مكون من عدد من الفصائل المسلحة.
ومن المؤكد إن ما جرى من هجوم على كل من أم روابة وأم كرشولا جرى ضمن خطط الجبهة الثورية لإسقاط النظام ومن ثم فإن التحالف المعارض – ذي الاتفاق المسبق مع الثورية على هذا الهدف – توافق مع الثورية على هذا العمل المسلح ومن ثم فهو بالضرورة (شريك) في ما جرى.
وحتى لو تجاوزنا ذلك واعتبره البعض تطرفاً فى التكييف، فإن سكوت التحالف وتغاضيه عن ما جرى هو بمثابة دعم وتشجيع للجناة لكي يمضوا قدماً فى جريمتهم، إذ أن التحالف لو أخرج بياناً صريحاً وشجاعاً يدين فيه هذا السلوك الإجرامي البشع وقرر إلغاء أو حتى تجميد تحالفه مع الثورية على الأقل فى الوقت الراهن، لما تمادت الثورية فى ارتكاب جرائمها ولاستشعرت خطورة ما أقدمت عليه وأدركت أن الجبهة الداخلية متحدة ضد فعلتها النكراء . ولهذا فإن من الطبيعي وقد وقفت هذه القوى موقفها هذا أن تتمادى الثورية فى جرائمها ويصبح التحالف شريكها شاءَ أم أبى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق