دائماً تتألم قوى تحالف المعارضة من مواقف حزب الأمة القومي بزعامة الصادق
المهدي. والغريب والأكثر مدعاة للدهشة أنها لا تحسن المحافظة عليه ضمن
تحالفها ولا تطيق بالمقابل ابتعاده شبراً عنها.
وبالتأكيد فإن واحدة من أبرز استخلاصات هذا الوضع أن تحالف المعارضة مخصوماً منه حزب الأمة لا يساوي شيئاً، ففي طيات ذلك تكمن أسباب الدموع التى تذرفها قوى التحالف كلما تحسست صفوفها المتداعية ووجدت الأمة (خارج الصف)!
وقد كان خير من عبّر عن هذه الحقيقة المتحدث بإسم تحالف المعارضة كمال عمر، فالأخير وبعد أن أبدى زعيم حزب الأمة الصادق للمهدي تبرؤه من برنامج الـ100يوم، سارع (وهو يلهث) ليؤكد أن الأمة القومي شارك فى وضع الخطة!
غرابة الأمر هنا تكمن فى أمرين: الأمر الأول أن كمال عمر هنا بدا حاله كحال المتهم الذى (يعترف) على متهم آخر، مع أنه (رجل قانون) وله خبرة لا بأس بها فى مجال المحاماة فإنه لم ينتبه الى أن الاعتراف يلزم المعترف وحده ولا يتعداه لآخرين وأن الشهادة التي يدلي بها الشريك لا تؤخذ كدليل إثبات فى مواجهة شريك آخر.
الأمر الثاني أن مشاركة الأمة القومي فى وضع الخطة من عدمها؛ ما الفائدة المرجوة منها إذا كانت الخطة (التى كُشفت) غير قابلة عملياً للتنفيذ؟ فكأنّي بالأستاذ كمال عمر يريد إعادة قصة الثعلب الشهيرة التى تتلخص فى قيام الثعلب دخول حقل بطيخ ثم تفاجؤه بحضور صاحب الحقل فلما جرى وحاول اجتياز السور انقطع ذيله فأصبح محل ضحك وسخرية من بقية الثعالب! ولكي يضع حداً لهذه السخرية وجه دعوة للثعالب الآخرين لزيارة ذات الحقل ثم صاح فيهم -أثناء تمتعهم بتناول البطيخ- بأن صاحب الحقل قد حضر؛ فحدث لهم ما حدث له وتساوى الجميع!
من المؤكد أن الأمة القومي كجزء من التحالف يتفق فى أمور ويختلف فى أمور معهم، ومشكلة قادة التحالف أنهم يضعون الأمة القومي (فى ميزان واحد) مع بقية مكونات التحالف فى كل شيء! ومشكلة الأمة أنه يرى انه (حزب عريق) اضطرته الظروف فقط للجلوس مع (مشرديّ) السوق السياسي وهو لا يشبههم ولا هم يشبهونه! وسواء كان الأمة يجيد اللعب والمراوغة السياسية -هنا وهناك- أو أنه يلعب لصالح ورقه، فإن المثير للانتباه حقاً أن قوى التحالف مشغولة فقط بأين يجلس الأمة؟
الأمر الآخر إن قوى التحالف مضت فى تحالفاتها مع المتمردين وتجاوزت خطوطاً عديدة (أكثر من حمراء) سعياً منها للنيل من خصمها اللدود، الوطني، ومن الطبيعي أن حزب الأمة – ومهما كان رأينا فيه – يفرِّق بين (الخيط الأبيض من الأسود) أفضل من غيره! وهي نقطة ما تزال غائبة على كمال عمر وبقية العقد الفريد.
أمر آخر أكثر مدعاة لدهشة وهو أن التحالف لا يدري -ولن يدري بالطبع- كيف تسربت خطته المئوية من (خزانته السياسية الخاصة) الى الأرجاء الفسيحة الواسعة فى السوق السياسي! وبدلاً من البحث والتمحيص حول هذا الأمر جعل قضيته كلها فى محاولة إثبات مشاركة المهدي فى وضعها وكأنّ الأمة القومي هو موضوع التحالف!
ربما نسي كمال عمر -وما أكثر ما ينسى الشاب المتوثب- أن حزبه الشعبي وبقية أحزاب التحالف سبق لها أن (تبرأت) من وثيقة الفجر الجديد حينما حانت (ساعة الحقيقة) فما الذي يجعل تبرؤها ذاك مشروعاً وتبرؤ المهدي غير مشروع؟
وبالتأكيد فإن واحدة من أبرز استخلاصات هذا الوضع أن تحالف المعارضة مخصوماً منه حزب الأمة لا يساوي شيئاً، ففي طيات ذلك تكمن أسباب الدموع التى تذرفها قوى التحالف كلما تحسست صفوفها المتداعية ووجدت الأمة (خارج الصف)!
وقد كان خير من عبّر عن هذه الحقيقة المتحدث بإسم تحالف المعارضة كمال عمر، فالأخير وبعد أن أبدى زعيم حزب الأمة الصادق للمهدي تبرؤه من برنامج الـ100يوم، سارع (وهو يلهث) ليؤكد أن الأمة القومي شارك فى وضع الخطة!
غرابة الأمر هنا تكمن فى أمرين: الأمر الأول أن كمال عمر هنا بدا حاله كحال المتهم الذى (يعترف) على متهم آخر، مع أنه (رجل قانون) وله خبرة لا بأس بها فى مجال المحاماة فإنه لم ينتبه الى أن الاعتراف يلزم المعترف وحده ولا يتعداه لآخرين وأن الشهادة التي يدلي بها الشريك لا تؤخذ كدليل إثبات فى مواجهة شريك آخر.
الأمر الثاني أن مشاركة الأمة القومي فى وضع الخطة من عدمها؛ ما الفائدة المرجوة منها إذا كانت الخطة (التى كُشفت) غير قابلة عملياً للتنفيذ؟ فكأنّي بالأستاذ كمال عمر يريد إعادة قصة الثعلب الشهيرة التى تتلخص فى قيام الثعلب دخول حقل بطيخ ثم تفاجؤه بحضور صاحب الحقل فلما جرى وحاول اجتياز السور انقطع ذيله فأصبح محل ضحك وسخرية من بقية الثعالب! ولكي يضع حداً لهذه السخرية وجه دعوة للثعالب الآخرين لزيارة ذات الحقل ثم صاح فيهم -أثناء تمتعهم بتناول البطيخ- بأن صاحب الحقل قد حضر؛ فحدث لهم ما حدث له وتساوى الجميع!
من المؤكد أن الأمة القومي كجزء من التحالف يتفق فى أمور ويختلف فى أمور معهم، ومشكلة قادة التحالف أنهم يضعون الأمة القومي (فى ميزان واحد) مع بقية مكونات التحالف فى كل شيء! ومشكلة الأمة أنه يرى انه (حزب عريق) اضطرته الظروف فقط للجلوس مع (مشرديّ) السوق السياسي وهو لا يشبههم ولا هم يشبهونه! وسواء كان الأمة يجيد اللعب والمراوغة السياسية -هنا وهناك- أو أنه يلعب لصالح ورقه، فإن المثير للانتباه حقاً أن قوى التحالف مشغولة فقط بأين يجلس الأمة؟
الأمر الآخر إن قوى التحالف مضت فى تحالفاتها مع المتمردين وتجاوزت خطوطاً عديدة (أكثر من حمراء) سعياً منها للنيل من خصمها اللدود، الوطني، ومن الطبيعي أن حزب الأمة – ومهما كان رأينا فيه – يفرِّق بين (الخيط الأبيض من الأسود) أفضل من غيره! وهي نقطة ما تزال غائبة على كمال عمر وبقية العقد الفريد.
أمر آخر أكثر مدعاة لدهشة وهو أن التحالف لا يدري -ولن يدري بالطبع- كيف تسربت خطته المئوية من (خزانته السياسية الخاصة) الى الأرجاء الفسيحة الواسعة فى السوق السياسي! وبدلاً من البحث والتمحيص حول هذا الأمر جعل قضيته كلها فى محاولة إثبات مشاركة المهدي فى وضعها وكأنّ الأمة القومي هو موضوع التحالف!
ربما نسي كمال عمر -وما أكثر ما ينسى الشاب المتوثب- أن حزبه الشعبي وبقية أحزاب التحالف سبق لها أن (تبرأت) من وثيقة الفجر الجديد حينما حانت (ساعة الحقيقة) فما الذي يجعل تبرؤها ذاك مشروعاً وتبرؤ المهدي غير مشروع؟