الثلاثاء، 25 يونيو 2013

تراجع الولايات المتحدة عن زيارة د. نافع

بعض الناس يعتقدون أن أمريكا تؤثر علي سياسات الدول التي تسير في ركابها وهي التي تضغط على هذه الدول لتفعل ما تريده أمريكا وهذا صحيح ومعلوم بالضرورة ولكن غير المعلوم أن هذه الدول الصغيرة تجد فرصا لتملئ علي أمريكا ما تريد.
حكومة الولايات المتحدة الأمريكية هي من قدمت الدعوة لنائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لزيارتها لإدارة نقاش حول العلاقات الأمريكية السودانية ومحاولة تطبيع هذه العلاقات لمصلحة البلدين فمثل ما للسودان من مصالح بأمريكا فلأمريكا مصالح في السودان إلا أن ما بينهما صعب على التجاوز فأمريكا تريد السودان تابعاً لها ينفذ سياساتها في العالم وهي بلا شك تعلم مكانة السودان الإستراتيجية وأهميته العالمية في المستقبل البعيد والقريب وهي تعلم إن مصالحها مع السودان أكبر من مصالحها مع كثير من الدول التي تتلقي منها الدعم السياسي والاقتصادي بلا مقابل لا في الحاضر ولا المستقبل.
من الجانب الآخر السودان قرر قرراً لا رجعة فيه أن يخرج من عباءة الدول الاستعمارية ويشق طريقاً صعباً يتجاوز فيه الهيمنة الأمريكية وان يتعامل مع الدول بالندية وزاد عناده بعد التجربة الطويلة مع الحصار الاقتصادي والسياسي والملاحقة من خلال مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية وغيرهما من أساليب الضغط مثل مناصرة أعداء السودان ومساعدة المتمردين عبر دولة الجنوب ولم يجد كل ذلك في تركيع دولة السودان لهذه الهيمنة والسيطرة والتحكم في إرادة الأمم والشعوب.
أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إن تخرج من طريقتها التي لم تجد مع حكومة السودان إلى منهج الحوار فبادرت بدعوة مساعد رئيس الجمهورية ونائب الحزب الدكتور نافع علي نافع لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية وهو اختيار دقيق لأنه يمثل الحكومة والحزب خير تمثيل لكنها تراجعت وهذا يوضح انها تخضع أيضاً لضغوط من تلك الدول التي في فلكها تدور ونتيجة لضغوط من حكومة الجنوب أو غيرها من الحكومات التي تعلم إن تحسن العلاقات بين حكومة السودان والولايات المتحدة يلغي دورها ويقلل من أهميتها وتحس إن هذه العلاقة تنهي دورها  في المنطقة ومكانتها عند الدولة العظمي وغير دولة الجنوب هناك دول أخرى لا تريد لهذه العلاقة إن تطبع ولكل ذلك وقعت الولايات المتحدة تحت قهر هذه الدول ولم تجد مفراً من الاستجابة لهذه الضغوط فما كان منها إلا أن تلغي الدعوة للزيارة والتي خسرت فيها الكثير دبلوماسياً وسياسياً.
أما بالنسبة لحكومة السودان رغم حرصها علي تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة إلا أنها تسعي لهذا التطبيع في إطار الندية وتغليب المصالح المشتركة بين الدولتين ولن تتهافت علي تطبيع هذه العلاقات إلا بما يكفل لها هذه الندية لتبادل المصالح وفتح أفاق التعاون السياسي والاقتصادي وان أرادت الولايات المتحدة ان تنتظر حتى تنتصر الجبهة الثورية وإتباعها فإنها ستنتظر طويلاً بأذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق