حتى الآن لم تدرك قوى المعارضة السودانية المعروفة بقوى الإجماع خطورة
ارتباطها بما يسمى بالجبهة الثورية، ففي الأسبوع الماضي، وبعد كل الكوارث
التى خلفتها الثورية باحتلالها لأبو كرشولا وبعد كل الفظائع التى اقشعر
لها بدن كل سوداني مهما كان موقفه من الحكومة، فإن قوى المعارضة عادت -
وبإصرار العزة بالإثم- لتؤكد بقاء رباطها المقدس مع الثورية!
مسئول الإعلام فى التحالف كمال عمر أعاد التأكيد على بقاء هذا الرباط واستمراره، مع أن الثورية بهزيمتها الداوية وخسائرها الفادحة فى العتاد والرجال ربما احتاجت عقوداً طويلة لكي تظهر مجدداً للوجود مرة أخرى، إلا أن استمرارها والمجاهرة بهذا الارتباط من جانب قوى سياسية تعمل فى هامش سياسي ديمقراطي جيد وأمامها فرصاً شتى لحل أزمتها عبر صناديق الاقتراع -إن أحسنت التحالفات وأجادت المناورات السياسية، وتصالحت -سياسياً- مع خصمها الوطني يشي بمخاطر جمة على السودان وذلك من عدة أوجه.
فمن جهة أولى فإن استمرار هذا الارتباط معناه أن هذه القوى المعارضة خاوية الوفاض من القواعد والجماهير ولا سبيل لها لبلوغ السلطة إلا باعتلاء ظهر مجموعة مسلحة.
قوى التحالف يئست من مستقبلها السياسي تماماً وأدركت أن هناك استحالة في مقارعة الوطني فى ميدان الانتخابات ودائماً فى مثل هذه الحالات فإن القوى المسلحة سرعان ما ينتابها وهم إمكانية تحقيق هدفها والأكثر سوءً أن هذه القوى المسلحة -إذا تحقق لها ما تريد- فلن تدع أحداً كائناً من كان يقاسمها ما حصلت عليه بعرق جبينها وبإمكان قادة هذه القوى أن يراجعوا عمليات الذبح والإعدامات التى جرت فى أبو كرشولا، فقد تبين أنها كانت منتقاة بعناية بحيث تمثل لها (رؤية إثنية) واضحة لا لبس فيها ولا غموض وليس أدل على ذلك ايضاً من أنها نجحت قبل بداية هجومها ومشروعها الكبير فى جر هذه القوى المعارضة الى التوقع على (ميثاق الفجر الجديد) كتذكرة ضرورية لما سيجري لاحقاً دون أن يجد رفضاً من هذه القوى.
ومن وجه ثاني فإن من الغريب حقاً أن تفضِّل قوى سياسية تعمل فى الميدان السياسي الوقوف الى جانب قوة مسلحة مدعومة من الخارج لا يُعرَف كيف سيكون تعاملها مستقبلاً على قوة حاكمة دعتها للحوار لكتابة الدستور وللعمل معاً من أجل بناء الدولة!
أمر غريب أن تفضل قوى سياسية تعتقد أنها لديها جماهير العمل المسلح والفوضى والتخريب على العمل السياسي المفضي الى إصلاحات واستقرار وترسيخ الممارسة الديمقراطية!
اغلب الظن أن هذا الموقف نابع من (ثأرات سياسية) قديمة، كما أنه ينم عن استعجال فى الوصول الى كرسي الحكم ظناً منها أن الوصول الى الكرسي سوف يفيض على البلاد ديمقراطية ويستمنستر، و ينصلح الاقتصاد و ينصلح كل شيء فى دقائق!
هذا التصور -فى حد ذاته- يكشف عن جهل فاضح بحقائق قضايا السودان، فالكل يجمع الآن أن الحرية والديمقراطية المتوفرة فى السودان لا وجود لها فى دول الجوار العربي والإفريقي وهاهو الوضع فى دولة جنوب السودان الوليدة أمام ناظري المعارضة، وتلك هي الأحوال فى قاهرة المعز تغني عن السؤال، بل حتى دول الربيع العربي -تونس وليبيا ومصر- دخلت فى أوحال ومستنقعات سياسية، رهيبة الكل ينظر إليها وهو واجم لدرجة أن السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة حاول التوسط فى جمهورية مصر العربية بين السلطة الحاكمة المنتخبة ومعارضتها.
ومن جهة ثالثة فإن معنى استمرار ارتباط قوى التحالف بالثورية إقرار هذه القوى السياسية -علناً- بأعمال القتل والعنف وترويع المدنيين وهذا معناه بالضرورة أن هذه القوى ليست مؤمنة بقضايا السلام وحقوق الإنسان والاستقرار، هي فقط تناور بها فى مواجهة النظام الحاكم لأغراض سياسية ولكنها لا تؤمن بها قط، لأنها لو كانت تؤمن بها لأدانتها إدانة صريحة غض النظر عن من ارتكبها، فالمواقف المبدئية لا تتجزأ ولا تخضع للأهواء والأمزجة.
ومن وجه رابع وأخير، فإن استمرار هذا الارتباط يعني ايضاً استمرار المشاركة فى أي جرائم ارتكبت أو سترتكب فى المستقبل وهذه أمور لن يغفرها التاريخ لهؤلاء القادة السياسيين الذين يرتكبون جرائم بحق بني جلدتهم (وهم خارج السلطة) فى حين أنهم ينتقدون دفاع السلطة عن مواطنيها ويعتبرونه (جرائم حربية)!
إن المستخلص من هذا الارتباط الذي لم تجد قوى المعارضة القوة للانسحاب منه أنها تورطت فيه تماماً وهي خائفة من الخروج عنه، فقد وضعت كل البيض هناك فى (سلة الثورية) وارتضت تغيير السلطة الحاكمة عن طريق القوة ومن المؤكد أن الخروج يكلفها ثمناً باهظاً تخشى أن تُحبس لحين سداده!
مسئول الإعلام فى التحالف كمال عمر أعاد التأكيد على بقاء هذا الرباط واستمراره، مع أن الثورية بهزيمتها الداوية وخسائرها الفادحة فى العتاد والرجال ربما احتاجت عقوداً طويلة لكي تظهر مجدداً للوجود مرة أخرى، إلا أن استمرارها والمجاهرة بهذا الارتباط من جانب قوى سياسية تعمل فى هامش سياسي ديمقراطي جيد وأمامها فرصاً شتى لحل أزمتها عبر صناديق الاقتراع -إن أحسنت التحالفات وأجادت المناورات السياسية، وتصالحت -سياسياً- مع خصمها الوطني يشي بمخاطر جمة على السودان وذلك من عدة أوجه.
فمن جهة أولى فإن استمرار هذا الارتباط معناه أن هذه القوى المعارضة خاوية الوفاض من القواعد والجماهير ولا سبيل لها لبلوغ السلطة إلا باعتلاء ظهر مجموعة مسلحة.
قوى التحالف يئست من مستقبلها السياسي تماماً وأدركت أن هناك استحالة في مقارعة الوطني فى ميدان الانتخابات ودائماً فى مثل هذه الحالات فإن القوى المسلحة سرعان ما ينتابها وهم إمكانية تحقيق هدفها والأكثر سوءً أن هذه القوى المسلحة -إذا تحقق لها ما تريد- فلن تدع أحداً كائناً من كان يقاسمها ما حصلت عليه بعرق جبينها وبإمكان قادة هذه القوى أن يراجعوا عمليات الذبح والإعدامات التى جرت فى أبو كرشولا، فقد تبين أنها كانت منتقاة بعناية بحيث تمثل لها (رؤية إثنية) واضحة لا لبس فيها ولا غموض وليس أدل على ذلك ايضاً من أنها نجحت قبل بداية هجومها ومشروعها الكبير فى جر هذه القوى المعارضة الى التوقع على (ميثاق الفجر الجديد) كتذكرة ضرورية لما سيجري لاحقاً دون أن يجد رفضاً من هذه القوى.
ومن وجه ثاني فإن من الغريب حقاً أن تفضِّل قوى سياسية تعمل فى الميدان السياسي الوقوف الى جانب قوة مسلحة مدعومة من الخارج لا يُعرَف كيف سيكون تعاملها مستقبلاً على قوة حاكمة دعتها للحوار لكتابة الدستور وللعمل معاً من أجل بناء الدولة!
أمر غريب أن تفضل قوى سياسية تعتقد أنها لديها جماهير العمل المسلح والفوضى والتخريب على العمل السياسي المفضي الى إصلاحات واستقرار وترسيخ الممارسة الديمقراطية!
اغلب الظن أن هذا الموقف نابع من (ثأرات سياسية) قديمة، كما أنه ينم عن استعجال فى الوصول الى كرسي الحكم ظناً منها أن الوصول الى الكرسي سوف يفيض على البلاد ديمقراطية ويستمنستر، و ينصلح الاقتصاد و ينصلح كل شيء فى دقائق!
هذا التصور -فى حد ذاته- يكشف عن جهل فاضح بحقائق قضايا السودان، فالكل يجمع الآن أن الحرية والديمقراطية المتوفرة فى السودان لا وجود لها فى دول الجوار العربي والإفريقي وهاهو الوضع فى دولة جنوب السودان الوليدة أمام ناظري المعارضة، وتلك هي الأحوال فى قاهرة المعز تغني عن السؤال، بل حتى دول الربيع العربي -تونس وليبيا ومصر- دخلت فى أوحال ومستنقعات سياسية، رهيبة الكل ينظر إليها وهو واجم لدرجة أن السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة حاول التوسط فى جمهورية مصر العربية بين السلطة الحاكمة المنتخبة ومعارضتها.
ومن جهة ثالثة فإن معنى استمرار ارتباط قوى التحالف بالثورية إقرار هذه القوى السياسية -علناً- بأعمال القتل والعنف وترويع المدنيين وهذا معناه بالضرورة أن هذه القوى ليست مؤمنة بقضايا السلام وحقوق الإنسان والاستقرار، هي فقط تناور بها فى مواجهة النظام الحاكم لأغراض سياسية ولكنها لا تؤمن بها قط، لأنها لو كانت تؤمن بها لأدانتها إدانة صريحة غض النظر عن من ارتكبها، فالمواقف المبدئية لا تتجزأ ولا تخضع للأهواء والأمزجة.
ومن وجه رابع وأخير، فإن استمرار هذا الارتباط يعني ايضاً استمرار المشاركة فى أي جرائم ارتكبت أو سترتكب فى المستقبل وهذه أمور لن يغفرها التاريخ لهؤلاء القادة السياسيين الذين يرتكبون جرائم بحق بني جلدتهم (وهم خارج السلطة) فى حين أنهم ينتقدون دفاع السلطة عن مواطنيها ويعتبرونه (جرائم حربية)!
إن المستخلص من هذا الارتباط الذي لم تجد قوى المعارضة القوة للانسحاب منه أنها تورطت فيه تماماً وهي خائفة من الخروج عنه، فقد وضعت كل البيض هناك فى (سلة الثورية) وارتضت تغيير السلطة الحاكمة عن طريق القوة ومن المؤكد أن الخروج يكلفها ثمناً باهظاً تخشى أن تُحبس لحين سداده!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق