ربما تعددت الشروح والتفسيرات السياسية بأن (الهدف النهائي) والعبرة
السياسية الإستراتيجية التى تسعى وراءها جوبا بكل هذا العناد والإصرار فى
دعمها المتواصل لمتمردين سودانيين للدرجة التى ظل هذا الفعل يوصلها
-مراراً- الى منصة الإعدام موثقة اليدين، ليس بينها وبين الغرفة المظلمة
تحت المنصة سوى لحظات وبضع سنتمترات! وهي تفسيرات وشروح مهما كثرت وتعددت
بل وتباينت لن يكون من السهل إيجاد أدنى جانب منطقي فيها.
هنالك الكثير من الدول التى تلعب هذه اللعبة (الخطرة) مع دول أخرى، وهناك الكثير من الحكومات تفعل ذلك بحسابات وتقديرات خاصة جداً ولكن ما من دولة تتمتع قيادتها (بالحد الأدنى من الإدراك) تلعب لعبة كهذه بهذا المستوى الضخم مع علمها أن قصبتها الهوائية تقع مباشرة تحت أصبع الطرف المجني عليه!
لعل اقرب تفسير -مع أنه غير منطقي- أن جوبا مكرهة وليست بطلة! أي أنها تفعل ذلك تحت إملاء جهة دولية أخرى لا تتأثر بالمذاق المرّ للاقتصاد الجنوبي المتهاوي ولا تهتم بما إذا كانت النخبة الحالية الحاكمة ستستمر في الحكم فى جوبا أم تتغير بأخرى.
هي جهة تهدف -ضمن هدف كبيرة وأشمل- للإضرار بالسودان لأقصى حد ممكن تمهيداً لخطة كبيرة لتقسيمه وتقزيمه فى ذات الوقت. ولعل من المفروغ منه هنا أن إحدى ابرز مخاوف الكثير من السودانيين – وفي مقدمتهم المسئولين الكبار – أن منح دولة الجنوب حق تقرير المصير وما قد يفضي إليه من انفصال سيحمل الدول العبرية -على طبق من ذهب- الى الأحباس العليا للنيل وسيجلب الـ"شين بيت"، والموساد للنافذة السودانية الخلفية.
كانت هذه المخاوف سائدة قبل تقرير مصير الجنوب ولكن –مع كل ذلك– صاحب هذه المخاوف تحليل معقول مفاده أن القادة الجنوبيين لن يكونوا بمثل هذه الليونة للدرجة التى يقعون فيها تحت (وصاية إسرائيلية أمريكية مباشرة).
هناك عشرات الدول الإفريقية الواقعة، بل والغارقة الى أذنيها فى عجين الدولة العبرية ومكرها ودهائها لا تستطيع منها فكاكاً ولكن مع كل ذلك فإن هناك (خطوط واضحة) رغم هذه الوصاية لا يتم المساس بها، بل إن إسرائيل نفسها كدولة مصنوعة وغير مشروعة فى المنطقة تعرف بحكم الخبرة السياسية الطويلة فى المنطقة والممتدة لأكثر من نصف قرن أن هناك (خطوطاً بالغة الحساسية) وأسلاك ضغط عالي ما ينبغي العبث قربها.
إسرائيل هذه التى تحيك ثياب جوبا السياسية وتطرزها بالألوان التى تريدها نجت بالكاد من براثن وأظافر حزب الله فى لبنان، وكتائب حماس والجهاد الإسلامي فى غزة. نجت بعد أن كانت تعتقد أنها تقوم بنزهة مسائية عادية وهي الآن تدفع جوبا لمأزق سياسي واقتصادي هي نفسها تعلم ألا حل له، إذ ليس حلاً أن تدفع واشنطن والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة أموالاً لدولة الجنوب لتعويض فاقد عائدات النفط!
المواطنين الجنوبيين إذا كانوا قد صبروا فى التجربة الأولى التى امتدت لـ15 شهراً وذاقوا خلالها الأمرّين وجاملوا قادتهم حين قرروا وقف ضخ النفط، فليس بإمكانهم هذه المرة احتمال ذات المواجع الاقتصادية لأسباب أكثر سوءاً، ففي المرة الأولي حين أوقفت جوبا ضخ نفطها تذرعت بأن الخرطوم تطالبها برسوم عبور فوق طاقتها، أما هذه المرة فإن قرار الخرطوم بوقف ضخ النفط ناجم عن ضيق الخرطوم ونفاذ صبرها من الدعم المتواصل للمتمردين السودانيين!
وباستطاعة أي موطن جنوبي بسيط أن يعي القضية ويدرك أبعادها فبلاده مخطئة فى حق السودان خطأً لا يمكن تبريره ولا يمكن للدولة الأم التى خرجت من رحمها الدولة الجنوبية أن تحتمِل هذا المساس بالكرامة والسيادة لمجرد قطرات نفط، لا تساوي شيئاً على الإطلاق إذا تم وزنها بقطرات دماء المواطنين السودانيين الذين تعبث بهم حكومة جوبا باستهتار منقطع النظير!
هنالك الكثير من الدول التى تلعب هذه اللعبة (الخطرة) مع دول أخرى، وهناك الكثير من الحكومات تفعل ذلك بحسابات وتقديرات خاصة جداً ولكن ما من دولة تتمتع قيادتها (بالحد الأدنى من الإدراك) تلعب لعبة كهذه بهذا المستوى الضخم مع علمها أن قصبتها الهوائية تقع مباشرة تحت أصبع الطرف المجني عليه!
لعل اقرب تفسير -مع أنه غير منطقي- أن جوبا مكرهة وليست بطلة! أي أنها تفعل ذلك تحت إملاء جهة دولية أخرى لا تتأثر بالمذاق المرّ للاقتصاد الجنوبي المتهاوي ولا تهتم بما إذا كانت النخبة الحالية الحاكمة ستستمر في الحكم فى جوبا أم تتغير بأخرى.
هي جهة تهدف -ضمن هدف كبيرة وأشمل- للإضرار بالسودان لأقصى حد ممكن تمهيداً لخطة كبيرة لتقسيمه وتقزيمه فى ذات الوقت. ولعل من المفروغ منه هنا أن إحدى ابرز مخاوف الكثير من السودانيين – وفي مقدمتهم المسئولين الكبار – أن منح دولة الجنوب حق تقرير المصير وما قد يفضي إليه من انفصال سيحمل الدول العبرية -على طبق من ذهب- الى الأحباس العليا للنيل وسيجلب الـ"شين بيت"، والموساد للنافذة السودانية الخلفية.
كانت هذه المخاوف سائدة قبل تقرير مصير الجنوب ولكن –مع كل ذلك– صاحب هذه المخاوف تحليل معقول مفاده أن القادة الجنوبيين لن يكونوا بمثل هذه الليونة للدرجة التى يقعون فيها تحت (وصاية إسرائيلية أمريكية مباشرة).
هناك عشرات الدول الإفريقية الواقعة، بل والغارقة الى أذنيها فى عجين الدولة العبرية ومكرها ودهائها لا تستطيع منها فكاكاً ولكن مع كل ذلك فإن هناك (خطوط واضحة) رغم هذه الوصاية لا يتم المساس بها، بل إن إسرائيل نفسها كدولة مصنوعة وغير مشروعة فى المنطقة تعرف بحكم الخبرة السياسية الطويلة فى المنطقة والممتدة لأكثر من نصف قرن أن هناك (خطوطاً بالغة الحساسية) وأسلاك ضغط عالي ما ينبغي العبث قربها.
إسرائيل هذه التى تحيك ثياب جوبا السياسية وتطرزها بالألوان التى تريدها نجت بالكاد من براثن وأظافر حزب الله فى لبنان، وكتائب حماس والجهاد الإسلامي فى غزة. نجت بعد أن كانت تعتقد أنها تقوم بنزهة مسائية عادية وهي الآن تدفع جوبا لمأزق سياسي واقتصادي هي نفسها تعلم ألا حل له، إذ ليس حلاً أن تدفع واشنطن والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة أموالاً لدولة الجنوب لتعويض فاقد عائدات النفط!
المواطنين الجنوبيين إذا كانوا قد صبروا فى التجربة الأولى التى امتدت لـ15 شهراً وذاقوا خلالها الأمرّين وجاملوا قادتهم حين قرروا وقف ضخ النفط، فليس بإمكانهم هذه المرة احتمال ذات المواجع الاقتصادية لأسباب أكثر سوءاً، ففي المرة الأولي حين أوقفت جوبا ضخ نفطها تذرعت بأن الخرطوم تطالبها برسوم عبور فوق طاقتها، أما هذه المرة فإن قرار الخرطوم بوقف ضخ النفط ناجم عن ضيق الخرطوم ونفاذ صبرها من الدعم المتواصل للمتمردين السودانيين!
وباستطاعة أي موطن جنوبي بسيط أن يعي القضية ويدرك أبعادها فبلاده مخطئة فى حق السودان خطأً لا يمكن تبريره ولا يمكن للدولة الأم التى خرجت من رحمها الدولة الجنوبية أن تحتمِل هذا المساس بالكرامة والسيادة لمجرد قطرات نفط، لا تساوي شيئاً على الإطلاق إذا تم وزنها بقطرات دماء المواطنين السودانيين الذين تعبث بهم حكومة جوبا باستهتار منقطع النظير!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق