الأسبوع الماضي، وبعد أن أحكمَ الجيش السوداني -وفق خطة عسكرية محكمة-
حصاره كما (الكمّاشة) كما شائع فى المصطلحات العسكرية على مناطق أبو
كرشولا وقريباً من منطقة كادوا أحبط عملية إمداد بالسلاح كان المتمردين
يحاولون عبثاً تمريرها الى كاودا وأبو كرشولا.
المصادر العسكرية التى أماطت اللثام عن الواقعة أشارت الى أن الشحنة كانت تحتوي على ذخائر بأنواع مختلفة وأسلحة حديثه ومدافع وقطع غيار، وأن الجيش السوداني الذى كان يتابع مسيرة الشحنة عن كثب انقضّ عليها فى اللحظة المناسبة ليحول بينها وبين الوصول الى وجهتها فى كاودا وأبو كرشولا.
الحادثة وبالإضافة الى ما كشفته من إحكام الجيش السوداني لسيطرته على المنطقة المحيطة بأبو كرشولا وكادوا تمهيداً للحظة الفاصلة كشفت أيضاً عن (بداية نفاذ) المخزون الاستراتيجي للقوات المتمردة فى المنطقة بأسرها، ففي مثل هذه الحروب ومهما كانت مخازن المتمردين ممتلئة بالذخائر والعتاد، فهي نافذة لا محالة بحكم الحصار، وعامل الوقت وتقلب الأحوال الجوية حيث يلملم الصيف بعض أطرافه ليحل فصل الخريف.
نفاذ سلاح المتمردين وذخائرهم والمؤن، أو حتى مجرد شعورهم بأنهم لن ينجحوا فى الحصول على مؤن وعتاد إضافي هو فى حد ذاته عنصر هام وفاعل للغاية فى أولى مراحل الهزيمة الشاملة، حيث يبدأ الجند فى التذمر مخافة المواجهة غير المتكافئة ويشرع البعض الآخر فى الفرار باتجاه مختلف أو يفكر البعض فى تسليم نفسه طواعية للجيش السوداني.
وما من شك أن هذا الخطأ العسكري المميت مردّه الأساسي الى أن قادة الثورية ظنوا خطأً أن الفرقعة الإعلامية التى يحدثونها باحتلالهم لمنطقة واحدة، وملامستهم لشمال كردفان سوف تضعف الحكومة السودانية وتصيبها باليأس، وبالمقابل تقوم العناصر الموالية لهم بالداخل بدورها المطلوب فى نخر البناء الداخلي وخلخلته تمهيداً للإنقضاض الشامل.
خطة عسكرية بالغة السذاجة وضعتها الثورية لإحداث هذه الفرقعة الهائلة دون أن تضع اعتباراً للإسناد المعنوي والمادي الكبير الذى يرقد عليه الجيش السوداني والذي حين يحارب –هذه المرة بالذات– لا يحارب لتلقين الدروس وانتزاع أرض سودانية اغتصبت بقدر ما أن هدف حربه هذه استراتيجياً القضاء على داء وبيل إسمه التمرد والثورية. ولا نذيع سراً إن قلنا إن الجيش السوداني – المسنود بقوات شعبية هائلة – قرر استعادة ملحمة صيف العبور الشهيرة فى تسعينات القرن المنصرم حتى يتخلص السودان من مفردة التمرد وحمل السلاح وتكبيد الدولة السودانية مالاً ورجالاً ظلا يعيقان تقدمها الى الأمام.
فالجيش السوداني يقود معركة ضد عدو خارجي ذي ظل داخلي، وهذا من صميم واجبه الوطني وسوف يبدأ (مرحلة جديدة كليةً) فى تدعيم جدار البلاد الحدودي بدعائم فولاذية غير مسبوقة بحيث لن يكون أمام حملة السلاح – بعد الآن – سوى إدارة حروبهم خارج حدود السودان، أو الخضوع للتفاوض بالمعطيات المتوفرة أو المتبقية لهم.
والواقع إن هذه واحدة من أسوا أخطاء وحسابات المتمردين الذين جيّشوا كافة المواطنين ضدهم إذ ليس بالإمكان الرضوخ لعملية استفزازية مريعة كهذه، كما ليس بالإمكان التفاوض -فى ظل واقع مؤسف كهذا- ومن ثم فقد كان خيار التفاوض فى مرحلة ما قبل أبو كرشولا وأم روابة أفضل بكثير لما يسمى بقطاع الشمال من الخيار الذي تحول الى اللاخيار، بعد هذه المعركة الفاصلة!
المصادر العسكرية التى أماطت اللثام عن الواقعة أشارت الى أن الشحنة كانت تحتوي على ذخائر بأنواع مختلفة وأسلحة حديثه ومدافع وقطع غيار، وأن الجيش السوداني الذى كان يتابع مسيرة الشحنة عن كثب انقضّ عليها فى اللحظة المناسبة ليحول بينها وبين الوصول الى وجهتها فى كاودا وأبو كرشولا.
الحادثة وبالإضافة الى ما كشفته من إحكام الجيش السوداني لسيطرته على المنطقة المحيطة بأبو كرشولا وكادوا تمهيداً للحظة الفاصلة كشفت أيضاً عن (بداية نفاذ) المخزون الاستراتيجي للقوات المتمردة فى المنطقة بأسرها، ففي مثل هذه الحروب ومهما كانت مخازن المتمردين ممتلئة بالذخائر والعتاد، فهي نافذة لا محالة بحكم الحصار، وعامل الوقت وتقلب الأحوال الجوية حيث يلملم الصيف بعض أطرافه ليحل فصل الخريف.
نفاذ سلاح المتمردين وذخائرهم والمؤن، أو حتى مجرد شعورهم بأنهم لن ينجحوا فى الحصول على مؤن وعتاد إضافي هو فى حد ذاته عنصر هام وفاعل للغاية فى أولى مراحل الهزيمة الشاملة، حيث يبدأ الجند فى التذمر مخافة المواجهة غير المتكافئة ويشرع البعض الآخر فى الفرار باتجاه مختلف أو يفكر البعض فى تسليم نفسه طواعية للجيش السوداني.
وما من شك أن هذا الخطأ العسكري المميت مردّه الأساسي الى أن قادة الثورية ظنوا خطأً أن الفرقعة الإعلامية التى يحدثونها باحتلالهم لمنطقة واحدة، وملامستهم لشمال كردفان سوف تضعف الحكومة السودانية وتصيبها باليأس، وبالمقابل تقوم العناصر الموالية لهم بالداخل بدورها المطلوب فى نخر البناء الداخلي وخلخلته تمهيداً للإنقضاض الشامل.
خطة عسكرية بالغة السذاجة وضعتها الثورية لإحداث هذه الفرقعة الهائلة دون أن تضع اعتباراً للإسناد المعنوي والمادي الكبير الذى يرقد عليه الجيش السوداني والذي حين يحارب –هذه المرة بالذات– لا يحارب لتلقين الدروس وانتزاع أرض سودانية اغتصبت بقدر ما أن هدف حربه هذه استراتيجياً القضاء على داء وبيل إسمه التمرد والثورية. ولا نذيع سراً إن قلنا إن الجيش السوداني – المسنود بقوات شعبية هائلة – قرر استعادة ملحمة صيف العبور الشهيرة فى تسعينات القرن المنصرم حتى يتخلص السودان من مفردة التمرد وحمل السلاح وتكبيد الدولة السودانية مالاً ورجالاً ظلا يعيقان تقدمها الى الأمام.
فالجيش السوداني يقود معركة ضد عدو خارجي ذي ظل داخلي، وهذا من صميم واجبه الوطني وسوف يبدأ (مرحلة جديدة كليةً) فى تدعيم جدار البلاد الحدودي بدعائم فولاذية غير مسبوقة بحيث لن يكون أمام حملة السلاح – بعد الآن – سوى إدارة حروبهم خارج حدود السودان، أو الخضوع للتفاوض بالمعطيات المتوفرة أو المتبقية لهم.
والواقع إن هذه واحدة من أسوا أخطاء وحسابات المتمردين الذين جيّشوا كافة المواطنين ضدهم إذ ليس بالإمكان الرضوخ لعملية استفزازية مريعة كهذه، كما ليس بالإمكان التفاوض -فى ظل واقع مؤسف كهذا- ومن ثم فقد كان خيار التفاوض فى مرحلة ما قبل أبو كرشولا وأم روابة أفضل بكثير لما يسمى بقطاع الشمال من الخيار الذي تحول الى اللاخيار، بعد هذه المعركة الفاصلة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق