ليس من السهل أن نتصور علاقات جنوبية سودانية دون أن يكون فى خلفية الصورة
-إن لم يكن فى مقدمتها- الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا فحين ساءت
علاقات الدولتين –جوبا و الخرطوم– بفعل إصرار جوبا على دعم المتمردين
الناشطين عسكرياً ضد السودان وعدم تقيدها بإنفاذ الاتفاقات والمصفوفة
الموقعة بين البلدين منذ أشهر، فإن واشنطن كانت لا محالة هناك.
ولكي نقرأ الصورة بشكل جيد فلنبدأ من آخر المشاهد التى بدت للعيان حيث حفل الأسبوع الماضي بخبر يشير الى صفقة أمريكية وصفت بأنها ضخمة فى مجال النفط بالجنوب! الخبر ورد على لسان سفيرة واشنطن فى جوبا (سوزان بيج).
هذا الخبر فى مظهره العام ربما بدا طبيعياً ففي العادة فإن (رائحة النفط) هي الأكثر اجتذاباً للأنف الأمريكي فى أي رقعة من العالم ولكن توقيت الخبر وطريقة إطلاقه من جوبا فى ظل مناخ التوتر السائد بين جوبا والخرطوم حمل دلالات واضحة كشفت مجمل إستراتيجية واشنطن حيال علاقات الدولتين.
فمما لا شك فيه أن الخبر شكل دعماً سياسياً لجوبا فى وقت توعد فيه السودان جوبا بوقف مرور النفط نهائياً، بل وإنهاء كافة الاتفاقات المبرمة بين البلدين إذا استمرت فى دعم المتمردين والتقاعس عن إنفاذ المصفوفة الأمنية.
الدعم الأمريكي لجوبا ضد تهديدات الخرطوم جاء في توقيت مريب فقد رأت واشنطن وسمعت بأذنيها الاثنتين أن جوبا أقرت بدعمها لمتمردين سودانيين ناشطين ضد الخرطوم وترتب على هذا الدعم هجوم سافر ومريع - مليء بالفظائع - ارتكبه المتمردون فى أبو كرشولا بجنوب كردفان.
لقد بدا واضحاً أن واشنطن تدعم جوبا فى دعم الأخيرة لمتمردين سودانيين وتطمئنها على أن الأمر لن يصل الى مجلس الأمن، بل بدا وكأن واشنطن تحفز جوبا على فعل ما تفعله دون أن تخشى شيئاً فللنفط الجنوبي شركات أمريكية ستتكفل بها.
من جانب ثاني فإن واشنطن أحدثت نقلة سياسية داخلية فى بيتها الداخلي سيذهب ريعها وخراجها كله الى جوبا فقد أقر الرئيس أوباما تعيين (سوزان رايس) مندوبة واشنطن فى مجلس الأمن، مستشارة للأمن القومي وهي نقلة بكل المقاييس تهدف الى إيلاء الشأن الجنوبي السوداني -بحكم اهتمامات رايس المعروفة بهذا الملف- أهمية قصوى فى المرحلة المقبلة، فالعداء السافر - المتجاوز لقواعد العلاقات الدولية، والعمل الدءوب لإلحاق الأضرار بالسودان، هو عمل لم يبرع فيه مسئول أمريكي كما برعت فيه رايس حتى لما كانت مجرد مندوبة أو سفيرة فى الأمم المتحدة فما بالك وقد أصبحت (شيف) داخل المطبخ الرئاسي الأكبر فى البيت الأبيض؟
ومن جانب ثالث فإن واشنطن خادعت السودان ولا نقول (حاولت التلاعب به) حين لوحت له بزيارة لمسئول رفيع إليها والتباحث مع كبار مسئوليها فى واشنطن وهو الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني.
لقد كان الاعتقاد لدي العديد من المراقبين أن الزيارة المرتقبة هدفها تحسين علاقات البلدين ومن المحتم إذا حدث ذلك أو حتى بدأ يحدث فسوف ينعكس إيجاباً على علاقات جوبا والخرطوم، ولكن بدأ هذا الأمل فى التبخر حين ثبت تماماً أن واشنطن تدعم جوبا فى عبثها بالأمن والاستقرار فى السودان.
من جانب رابع فإن إطلاق تصريحات – المرة تلو الأخرى – وبحسابات معينة من قبل مسئولين أمريكيين تحث المتمردين – سواء في دارفور أو جنوب كردفان – لترك السلاح والاتجاه للتفاوض، ثبت أنها هي الأخرى مجرد عمليات تمويهية لأغراض كسب المزيد من الوقت.
الآن يمكن تلخيص الأمر فى عبارات قصيرة للغاية؛ واشنطن عازمة على أن تظل علاقات جوبا والخرطوم متأرجحة وأن يظل المتمردين السودانيين عصى حاضرة دائماً ضد الخرطوم، وأنه كلما أوشكت علاقات جوبا مع الخرطوم على أن تغوص عميقاً فى الرمل، مدت واشنطن يدها للمساعدة ولكن هي مساعدة لا تهدف الى الإنقاذ الكامل؛ مجرد محاولة للإبقاء على جزء من الروح وهي تنبض لا أكثر ولا أقل!
ولكي نقرأ الصورة بشكل جيد فلنبدأ من آخر المشاهد التى بدت للعيان حيث حفل الأسبوع الماضي بخبر يشير الى صفقة أمريكية وصفت بأنها ضخمة فى مجال النفط بالجنوب! الخبر ورد على لسان سفيرة واشنطن فى جوبا (سوزان بيج).
هذا الخبر فى مظهره العام ربما بدا طبيعياً ففي العادة فإن (رائحة النفط) هي الأكثر اجتذاباً للأنف الأمريكي فى أي رقعة من العالم ولكن توقيت الخبر وطريقة إطلاقه من جوبا فى ظل مناخ التوتر السائد بين جوبا والخرطوم حمل دلالات واضحة كشفت مجمل إستراتيجية واشنطن حيال علاقات الدولتين.
فمما لا شك فيه أن الخبر شكل دعماً سياسياً لجوبا فى وقت توعد فيه السودان جوبا بوقف مرور النفط نهائياً، بل وإنهاء كافة الاتفاقات المبرمة بين البلدين إذا استمرت فى دعم المتمردين والتقاعس عن إنفاذ المصفوفة الأمنية.
الدعم الأمريكي لجوبا ضد تهديدات الخرطوم جاء في توقيت مريب فقد رأت واشنطن وسمعت بأذنيها الاثنتين أن جوبا أقرت بدعمها لمتمردين سودانيين ناشطين ضد الخرطوم وترتب على هذا الدعم هجوم سافر ومريع - مليء بالفظائع - ارتكبه المتمردون فى أبو كرشولا بجنوب كردفان.
لقد بدا واضحاً أن واشنطن تدعم جوبا فى دعم الأخيرة لمتمردين سودانيين وتطمئنها على أن الأمر لن يصل الى مجلس الأمن، بل بدا وكأن واشنطن تحفز جوبا على فعل ما تفعله دون أن تخشى شيئاً فللنفط الجنوبي شركات أمريكية ستتكفل بها.
من جانب ثاني فإن واشنطن أحدثت نقلة سياسية داخلية فى بيتها الداخلي سيذهب ريعها وخراجها كله الى جوبا فقد أقر الرئيس أوباما تعيين (سوزان رايس) مندوبة واشنطن فى مجلس الأمن، مستشارة للأمن القومي وهي نقلة بكل المقاييس تهدف الى إيلاء الشأن الجنوبي السوداني -بحكم اهتمامات رايس المعروفة بهذا الملف- أهمية قصوى فى المرحلة المقبلة، فالعداء السافر - المتجاوز لقواعد العلاقات الدولية، والعمل الدءوب لإلحاق الأضرار بالسودان، هو عمل لم يبرع فيه مسئول أمريكي كما برعت فيه رايس حتى لما كانت مجرد مندوبة أو سفيرة فى الأمم المتحدة فما بالك وقد أصبحت (شيف) داخل المطبخ الرئاسي الأكبر فى البيت الأبيض؟
ومن جانب ثالث فإن واشنطن خادعت السودان ولا نقول (حاولت التلاعب به) حين لوحت له بزيارة لمسئول رفيع إليها والتباحث مع كبار مسئوليها فى واشنطن وهو الدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني.
لقد كان الاعتقاد لدي العديد من المراقبين أن الزيارة المرتقبة هدفها تحسين علاقات البلدين ومن المحتم إذا حدث ذلك أو حتى بدأ يحدث فسوف ينعكس إيجاباً على علاقات جوبا والخرطوم، ولكن بدأ هذا الأمل فى التبخر حين ثبت تماماً أن واشنطن تدعم جوبا فى عبثها بالأمن والاستقرار فى السودان.
من جانب رابع فإن إطلاق تصريحات – المرة تلو الأخرى – وبحسابات معينة من قبل مسئولين أمريكيين تحث المتمردين – سواء في دارفور أو جنوب كردفان – لترك السلاح والاتجاه للتفاوض، ثبت أنها هي الأخرى مجرد عمليات تمويهية لأغراض كسب المزيد من الوقت.
الآن يمكن تلخيص الأمر فى عبارات قصيرة للغاية؛ واشنطن عازمة على أن تظل علاقات جوبا والخرطوم متأرجحة وأن يظل المتمردين السودانيين عصى حاضرة دائماً ضد الخرطوم، وأنه كلما أوشكت علاقات جوبا مع الخرطوم على أن تغوص عميقاً فى الرمل، مدت واشنطن يدها للمساعدة ولكن هي مساعدة لا تهدف الى الإنقاذ الكامل؛ مجرد محاولة للإبقاء على جزء من الروح وهي تنبض لا أكثر ولا أقل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق