الأحداث التى تجري فى المنطقة الآن يربط بينها جميعاً خيط رفيع -ولكنه قوى-
وهو خيط واحد. فالدعم المتواصل لما يسمى بالجبهة الثورية لزعزعة استقرار
السودان هو فى خاتمة المطاف عمل إسرائيلي محض، استخدمت فيه تل أبيب
-استخداماً سيئاً- دولة جنوب السودان، وهذه الأخيرة تورطت في الأمر
–بأجندتها الخاصة– للدرجة التي لم تعد تستطيع معها الفكاك.
ثم تبع ذلك – فى ذات الاتجاه – إثارة قضية سد النهضة فى إثيوبيا، فالسد أثير فى هذا التوقيت المتزامن مع وجود حكومة إسلامية في جمهورية مصر والأصابع الإسرائيلية المدربة، تعرف أنه يثير حفيظة أرض الكنانة ويهيِّج الأمور فيها، فثارت الأمور بالفعل في مصر ولم تهدأ حتى الآن بحيث انقسم الشعب المصري – ربما لأول مرة فى تاريخه – انقساماً حاداً ذي منحى إقصائي تصعب معه أية عمليات رتق وتطبيب لا على المدى القريب ولا البعيد.
الفكرة باختصار هنا هي تفتيت الكيان السوداني، بفصل الجنوب ومن ثم استخدام دولة الجنوب ضد السودان، وللمزيد من تمزيق السودان، ثم استخدام مشروع عادي وطبيعي (سد النهضة) لشق الصف المصري وتمزيق الدولة المصرية لتصبح عدة أقسام وإن بدت شيء واحد متماسك جغرافياً، فالمهم هو ان تتحلل الرابطة المصرية المصرية، وهذا بدوره يفيد إسرائيل من جهتين.
من جهة أولى إضعاف العمق ألاستراتجيي المتمثل فى السودان بتقسيمه لأقسام أو جعله في حالة سيولة؛ وإضعاف السودان بتقطيع الدولة المصرية أو جعلها غير متوازنة بحيث كلما ضاقت الأوضاع فى السودان ضاقت في مصر أكثر والعكس صحيح.
ثم عادت ذات العقلية لتفتت دولة الجنوب نفسها وتثير بداخلها صراعاً على السلطة قمين بإثارة حرب أهلية جنوبية جنوبية. وهكذا، فإن ما يجري فى الواقع ما هو إلا تفتيت مدروس ويجري بنفس طويل هادئ للصخور الصلبة المحيطة بالدولة العبرية ولهذا لاحظنا تردد واشنطن في دعوتها للدكتور نافع، ثم ترددها مرة أخرى في اتخاذ موقف مما يجرى في مصر، هل هي مع الشرعية، أم هي مع الأمر الواقع الماثل؟ وكيف سيكون الوضع إذا ما أفضت الأمور في مصر الى حرب أهلية دائمة؟
هذه كلها تقديرات وخطط وضعت بعناية ووجدت سهولة في الإنسياب والتدفق وهذا ما يجعلنا في الواقع نتساءل عما إذا كان القادة فى دولة جنوب السودان وهناك في مصر على وعي تام بهذا المخطط الخطير الذي لحمته وسُداته الدماء الوطنية، فالطريقة التى يدير بها الإسرائيليين خططهم باتت معروفة وهي بذر الفتنة فى بلد ما، بشيء صغير للغاية ثم رعايته بمثابرة حتى ينبت ويثمر.
فعلت ذلك فى لبنان، ثم تلته سوريا، ثم العراق وهاهي الآن تلج الى العمق المصري. وقد يقول قائل إن إسرائيل ليست لها كل هذه القدرة وهذا صحيح، ولكن إسرائيل لا تعمل كحكومة تنفيذية رسمية بقدر ما تعمل عبر ( وكلاء) ووسطاء أوفياء ومخلصين لها تعرف كيف تسوقهم كالسوام فى اللحظة المناسبة الى حيث تريد وبأبخس اثنان وفى بعض الأحيان بالمجان!
ثم تبع ذلك – فى ذات الاتجاه – إثارة قضية سد النهضة فى إثيوبيا، فالسد أثير فى هذا التوقيت المتزامن مع وجود حكومة إسلامية في جمهورية مصر والأصابع الإسرائيلية المدربة، تعرف أنه يثير حفيظة أرض الكنانة ويهيِّج الأمور فيها، فثارت الأمور بالفعل في مصر ولم تهدأ حتى الآن بحيث انقسم الشعب المصري – ربما لأول مرة فى تاريخه – انقساماً حاداً ذي منحى إقصائي تصعب معه أية عمليات رتق وتطبيب لا على المدى القريب ولا البعيد.
الفكرة باختصار هنا هي تفتيت الكيان السوداني، بفصل الجنوب ومن ثم استخدام دولة الجنوب ضد السودان، وللمزيد من تمزيق السودان، ثم استخدام مشروع عادي وطبيعي (سد النهضة) لشق الصف المصري وتمزيق الدولة المصرية لتصبح عدة أقسام وإن بدت شيء واحد متماسك جغرافياً، فالمهم هو ان تتحلل الرابطة المصرية المصرية، وهذا بدوره يفيد إسرائيل من جهتين.
من جهة أولى إضعاف العمق ألاستراتجيي المتمثل فى السودان بتقسيمه لأقسام أو جعله في حالة سيولة؛ وإضعاف السودان بتقطيع الدولة المصرية أو جعلها غير متوازنة بحيث كلما ضاقت الأوضاع فى السودان ضاقت في مصر أكثر والعكس صحيح.
ثم عادت ذات العقلية لتفتت دولة الجنوب نفسها وتثير بداخلها صراعاً على السلطة قمين بإثارة حرب أهلية جنوبية جنوبية. وهكذا، فإن ما يجري فى الواقع ما هو إلا تفتيت مدروس ويجري بنفس طويل هادئ للصخور الصلبة المحيطة بالدولة العبرية ولهذا لاحظنا تردد واشنطن في دعوتها للدكتور نافع، ثم ترددها مرة أخرى في اتخاذ موقف مما يجرى في مصر، هل هي مع الشرعية، أم هي مع الأمر الواقع الماثل؟ وكيف سيكون الوضع إذا ما أفضت الأمور في مصر الى حرب أهلية دائمة؟
هذه كلها تقديرات وخطط وضعت بعناية ووجدت سهولة في الإنسياب والتدفق وهذا ما يجعلنا في الواقع نتساءل عما إذا كان القادة فى دولة جنوب السودان وهناك في مصر على وعي تام بهذا المخطط الخطير الذي لحمته وسُداته الدماء الوطنية، فالطريقة التى يدير بها الإسرائيليين خططهم باتت معروفة وهي بذر الفتنة فى بلد ما، بشيء صغير للغاية ثم رعايته بمثابرة حتى ينبت ويثمر.
فعلت ذلك فى لبنان، ثم تلته سوريا، ثم العراق وهاهي الآن تلج الى العمق المصري. وقد يقول قائل إن إسرائيل ليست لها كل هذه القدرة وهذا صحيح، ولكن إسرائيل لا تعمل كحكومة تنفيذية رسمية بقدر ما تعمل عبر ( وكلاء) ووسطاء أوفياء ومخلصين لها تعرف كيف تسوقهم كالسوام فى اللحظة المناسبة الى حيث تريد وبأبخس اثنان وفى بعض الأحيان بالمجان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق