من المؤكد أن الشعبي الشديد الحضور بين جنبيّ تحالف قوى الإجماع ولوجود
مسئوله السياسي كمال عمر فى مكتبه الإعلامي فشل فى (جرّ أرجل) حلفائه فى
التحالف لتسيير مسيرة للتنديد بانقلاب العسكر على الشرعية في مصر الشقيقة.
فقد خرج الشعبي (لوحده) في مسيرة يفترض أنها (تدافع عن المبدأ الديمقراطي)
أحد أكثر مبادئ التحالف رواجاً سياسياً طوال الفترة السابقة.
الحزب الشيوعي وربما على سبيل المجاملة أصدر بياناً لفَّ ودوَّر طويلاً جداً حتى يفصح عن التنديد الذى جاء خافتاً ناعماً. حركة حق هي الأخرى أصدرت بياناً لفّ ودارَ أيضاً ليصل الى ذات النتيجة بعد تلاعبات لفظية وعبارات مطاطية طويلة. ولعل الأمر المستفاد من هذا الموقف أن الشعبي لم ينجح فى دفع بقية حلفائه في التحالف (لتغبير أرجلهم ساعة) فى سبيل الديمقراطية.
هذا بدوره يمكن ان نقرأه من عدة زوايا: الزاوية الأولى أن الشعبي رغم كل جهده وشقاؤه وتحمله لعنت التحدث باسم التحالف وتلقي الرصاصات المرتدة على صدره ما يزال (موضع شك من قبل رفاقه فى التحالف، فقد بدا واضحاً ان حلفاء الشعبي فى التحالف ليسوا مستعدين لمجاراته ومسايرته فى مؤازرة (إخوان مسلمين) هم بحكم الايدولوجيا وحقائق التاريخ خصوم دائمين لمنظومة التحالف وهذا يستفاد منه أيضاً أن تحالف المعارضة إنما ضم الشعبي (فقط لأغراض سياسية مرحلية) تنتهي بانتهاء اسقاط النظام! وهو اسقاط بدا واضحاً أنه ما يزال فوق سماء المستحيل.
يضاف الى ذلك ان الشعبي الذي وجد نفسه في مسيرة جمعته بالوطني للتنديد بما جرى فى مصر بدا وكأنه (يأكل في مائدتين) وهو ما أثار ريبة إضافية لدى التحالف.
الزاوية الثانية ان تحالف المعارضة -باستثناء الشعبي- يخاف أو كما يقول القضاة في الأدب القانوني المصري (يستشعر الحرج) من الخروج في مسيرة لصالح الإخوان المسلمين فى مصر، وهو خصمهم هنا فى السودان، فلربما يواجه بمنطق سياسي سديد أنكم كتحالف هنا فى السودان تسعون لإسقاط سلطة منتخبة أيضاً بالسلاح بتحالفكم مع الجبهة الثورية المسلحة.
قد يستطيع الشعبي ان يتسوق في مثل هذه الأسواق السياسية ولكنه لا يستطع ان يشتري الكثير لأنه أفلس أو كاد.
الزاوية الثالثة ان الشعبي – من الأساس – كلمته ليست مسموعة فى التحالف رغم وجود زعيمه المفوّه والأكثر ذكاء الدكتور الترابي، إذ تقتضي قواعد التحالف أن (يتشارك) المتحالفين (الحلوة والمرة) كما يقولون، فقد سبق للشعبي ان شارك التحالف المعارض في وثيقة الفجر الجديد بكل ما فيها من ارتضاء بعلمانية الدولة وتصفية الجيش وتقسيم السودان وسلسلة من الأمور التى لا يمكن ان تكون برنامجاً للشعبي، ولكنه شارك فيها من زاوية المشاركة والمجاملة السياسية في إطار التحالف، وكان من المتوقع إزاء ذلك أن يشارك التحالف رفيقه الشعبي فى مسيرته التنديدية والتي لا تكلف شيئاً ولكن التحالف –حتى بهذه المجاملة البسيطة– اختار أن يبخل بها على الشعبي!
وعلى ذلك فإن من ما يمكن استخلاصه من هذا الموقف برمته أن الشعبي تخلّى عنه حلفائه فى واحدة من أهم معاركه السياسية بحيث لم قدموا له الأحد حتى بعد أن قدم لهم السبت!
الحزب الشيوعي وربما على سبيل المجاملة أصدر بياناً لفَّ ودوَّر طويلاً جداً حتى يفصح عن التنديد الذى جاء خافتاً ناعماً. حركة حق هي الأخرى أصدرت بياناً لفّ ودارَ أيضاً ليصل الى ذات النتيجة بعد تلاعبات لفظية وعبارات مطاطية طويلة. ولعل الأمر المستفاد من هذا الموقف أن الشعبي لم ينجح فى دفع بقية حلفائه في التحالف (لتغبير أرجلهم ساعة) فى سبيل الديمقراطية.
هذا بدوره يمكن ان نقرأه من عدة زوايا: الزاوية الأولى أن الشعبي رغم كل جهده وشقاؤه وتحمله لعنت التحدث باسم التحالف وتلقي الرصاصات المرتدة على صدره ما يزال (موضع شك من قبل رفاقه فى التحالف، فقد بدا واضحاً ان حلفاء الشعبي فى التحالف ليسوا مستعدين لمجاراته ومسايرته فى مؤازرة (إخوان مسلمين) هم بحكم الايدولوجيا وحقائق التاريخ خصوم دائمين لمنظومة التحالف وهذا يستفاد منه أيضاً أن تحالف المعارضة إنما ضم الشعبي (فقط لأغراض سياسية مرحلية) تنتهي بانتهاء اسقاط النظام! وهو اسقاط بدا واضحاً أنه ما يزال فوق سماء المستحيل.
يضاف الى ذلك ان الشعبي الذي وجد نفسه في مسيرة جمعته بالوطني للتنديد بما جرى فى مصر بدا وكأنه (يأكل في مائدتين) وهو ما أثار ريبة إضافية لدى التحالف.
الزاوية الثانية ان تحالف المعارضة -باستثناء الشعبي- يخاف أو كما يقول القضاة في الأدب القانوني المصري (يستشعر الحرج) من الخروج في مسيرة لصالح الإخوان المسلمين فى مصر، وهو خصمهم هنا فى السودان، فلربما يواجه بمنطق سياسي سديد أنكم كتحالف هنا فى السودان تسعون لإسقاط سلطة منتخبة أيضاً بالسلاح بتحالفكم مع الجبهة الثورية المسلحة.
قد يستطيع الشعبي ان يتسوق في مثل هذه الأسواق السياسية ولكنه لا يستطع ان يشتري الكثير لأنه أفلس أو كاد.
الزاوية الثالثة ان الشعبي – من الأساس – كلمته ليست مسموعة فى التحالف رغم وجود زعيمه المفوّه والأكثر ذكاء الدكتور الترابي، إذ تقتضي قواعد التحالف أن (يتشارك) المتحالفين (الحلوة والمرة) كما يقولون، فقد سبق للشعبي ان شارك التحالف المعارض في وثيقة الفجر الجديد بكل ما فيها من ارتضاء بعلمانية الدولة وتصفية الجيش وتقسيم السودان وسلسلة من الأمور التى لا يمكن ان تكون برنامجاً للشعبي، ولكنه شارك فيها من زاوية المشاركة والمجاملة السياسية في إطار التحالف، وكان من المتوقع إزاء ذلك أن يشارك التحالف رفيقه الشعبي فى مسيرته التنديدية والتي لا تكلف شيئاً ولكن التحالف –حتى بهذه المجاملة البسيطة– اختار أن يبخل بها على الشعبي!
وعلى ذلك فإن من ما يمكن استخلاصه من هذا الموقف برمته أن الشعبي تخلّى عنه حلفائه فى واحدة من أهم معاركه السياسية بحيث لم قدموا له الأحد حتى بعد أن قدم لهم السبت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق