من المؤكد أن التغييرات التى طالت حكام الولايات الثلاث، جنوب كردفان وشمال
كردفان وغرب كردفان أقلقت وغضّت مضجع الثورية. فالتوقيت الذي جرت فيه
عملية التغيير وإضافة ولاية غرب كردفان والإستراتيجية التى بدا أن (الولاة
الثلاثة) قد تعاهدوا علي (الإسناد المتآزر) كلها عناصر سالبة بالنسبة
للثورية وهذا في الواقع مرده إلى تحصين الحكومة السودانية لإقليم كردفان
بأسره من هجمات الثورية بعد تجربة هجومها على جنوب كردفان وشمالها، وقد جرى
كل ذلك فى ظل (هيئة أركان مشتركة) جديدة، رغم أنها جاءت فى سياق عادي درجت
على القيام به على نحو نمطي معتاد قوات الجيش السوداني إلا أنها دون شك
استصحبت فى حساباتها وضع إستراتيجية عسكرية وأمنية تجعل من إمكانية إعادة
اختراق الإقليم مهمة فى حكم المستحيل.
وربما لهذا السبب تداعت قيادة الثورية -وهي تلعق جراح الهزيمة- الى عاصمة الجنوب جوبا فى اجتماع يلفه القلق وتحيط به الهواجس لبحث هذه التطورات الجديدة.
ولا شك أن من الصعب علينا الإشارة تفصيلاً لما أقرته الحكومة السودانية من إستراتيجية وفق الأوضاع الجديدة لغلق الباب أمام أية محاولات جديدة للثورية فهذه من صميم الأسرار العسكرية التى -بداهة- لا مجال للخوض فيها ولكن هذا لا يمنع من التمعن فى الأمر على هوامشه فقط دون الخوض فى متن الموضوع .
أولاً، جرى اختيار الولاة الثلاثة من واقع خبرات متراكمة وتجارب عسكرية وسياسية كبيرة يصعب الاستهانة بها وهذه أمور متاحة لمن كان يتابع أداء هؤلاء الولاة فى المواقع التى كانوا يحتلونها في السابق ولا حاجة لنا للإفاضة فيها.
ثانياً، فإن الولاة الثلاثة فيما يبدو هنالك قدر كبير وربما غير مسبوق فى التنسيق والانسجام والتناغم فيما بينهم وهذه واحدة من أهم وأخطر عناصر القوة والتآزر وهو أمر بالمقابل لا يعني على الإطلاق أن الولاة السابقين لم يكونوا بذات القدر من التناغم والانسجام، ولكن الانسجام الحالي أكبر وأكثر تأثيراً وسيلاحظ كل من يراقب أداء هؤلاء الولاة فى المرحلة المقبلة هذا العنصر الفاعل الجديد فى العملية السياسية للإقليم كله. وهذه النقطة تُحسب فى صالح استفادة السلطة الحاكمة -بذكاء ومهارة- من كل معطيات الأحداث السابقة استفادة عميقة وراسخة.
الأمر الثالث أن كردفان نفسها -كإقليم- مجاور ومحادد للدولة الجنوبية أصبح هو مسرح المواجهة الحقيقية الذى استمرأته الثورية وداعميها فى القيادة الجنوبية ومن المهم هنا - بحسب الرؤية الحكومية - جعل هذا الإقليم الشديد الأهمية صخرة صماء فى وجه من يستهدفونه.
وتشير متابعتنا فى هذا الصدد أن فى انتظار المهاجمين –مهما كانت درجة جرأتهم– مفاجآت مذهلة إذا ما حاولوا تسلق الجدار الناري فى إقليم كردفان بولاياته الثلاث. وأخيراً، فإن من سوء حظ الثورية -وغبائها أيضاً- أنها ركزت كل هجماتها على كردفان بعد استعصاء جبهة جنوب النيل الأزرق وتلك الجبهة التى فرغت الحكومة السودانية من تأمينها منذ أكثر من عامين حين تولى أكثر من قائد عسكري قيادة الولاية، وأصبح المشهد الآن أن الفرصة الوحيدة المتاحة للثورية كردفان؛ والأخيرة الآن أصبحت أكثر قوة ومتانة بما جرى وضعه من خطط يضرب الآن قادة الثورية أخماساً بأسداس للبحث عن طريقة للنفاذ منها بلا جدوى!
وربما لهذا السبب تداعت قيادة الثورية -وهي تلعق جراح الهزيمة- الى عاصمة الجنوب جوبا فى اجتماع يلفه القلق وتحيط به الهواجس لبحث هذه التطورات الجديدة.
ولا شك أن من الصعب علينا الإشارة تفصيلاً لما أقرته الحكومة السودانية من إستراتيجية وفق الأوضاع الجديدة لغلق الباب أمام أية محاولات جديدة للثورية فهذه من صميم الأسرار العسكرية التى -بداهة- لا مجال للخوض فيها ولكن هذا لا يمنع من التمعن فى الأمر على هوامشه فقط دون الخوض فى متن الموضوع .
أولاً، جرى اختيار الولاة الثلاثة من واقع خبرات متراكمة وتجارب عسكرية وسياسية كبيرة يصعب الاستهانة بها وهذه أمور متاحة لمن كان يتابع أداء هؤلاء الولاة فى المواقع التى كانوا يحتلونها في السابق ولا حاجة لنا للإفاضة فيها.
ثانياً، فإن الولاة الثلاثة فيما يبدو هنالك قدر كبير وربما غير مسبوق فى التنسيق والانسجام والتناغم فيما بينهم وهذه واحدة من أهم وأخطر عناصر القوة والتآزر وهو أمر بالمقابل لا يعني على الإطلاق أن الولاة السابقين لم يكونوا بذات القدر من التناغم والانسجام، ولكن الانسجام الحالي أكبر وأكثر تأثيراً وسيلاحظ كل من يراقب أداء هؤلاء الولاة فى المرحلة المقبلة هذا العنصر الفاعل الجديد فى العملية السياسية للإقليم كله. وهذه النقطة تُحسب فى صالح استفادة السلطة الحاكمة -بذكاء ومهارة- من كل معطيات الأحداث السابقة استفادة عميقة وراسخة.
الأمر الثالث أن كردفان نفسها -كإقليم- مجاور ومحادد للدولة الجنوبية أصبح هو مسرح المواجهة الحقيقية الذى استمرأته الثورية وداعميها فى القيادة الجنوبية ومن المهم هنا - بحسب الرؤية الحكومية - جعل هذا الإقليم الشديد الأهمية صخرة صماء فى وجه من يستهدفونه.
وتشير متابعتنا فى هذا الصدد أن فى انتظار المهاجمين –مهما كانت درجة جرأتهم– مفاجآت مذهلة إذا ما حاولوا تسلق الجدار الناري فى إقليم كردفان بولاياته الثلاث. وأخيراً، فإن من سوء حظ الثورية -وغبائها أيضاً- أنها ركزت كل هجماتها على كردفان بعد استعصاء جبهة جنوب النيل الأزرق وتلك الجبهة التى فرغت الحكومة السودانية من تأمينها منذ أكثر من عامين حين تولى أكثر من قائد عسكري قيادة الولاية، وأصبح المشهد الآن أن الفرصة الوحيدة المتاحة للثورية كردفان؛ والأخيرة الآن أصبحت أكثر قوة ومتانة بما جرى وضعه من خطط يضرب الآن قادة الثورية أخماساً بأسداس للبحث عن طريقة للنفاذ منها بلا جدوى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق