أضطر المجتمع الدولي مؤخراً للزوم الصمت عن ما ظل يزعمه منذ أشهر طوال عن
أزمات إنسانية سواء فى إقليم دارفور أو جنوب كردفان. فبالنسبة لإقليم
دارفور فقد استقرت الأوضاع المتفجرة بشكلها القديم لتتحول فقط الى مواجهات
قبيلة –مختلفة الأسباب ويمكن النظر إليها فى سياق عادي معتاد، ومواجهات بين
الحركات المسلحة وقوات حفظ السلام كما جرى مؤخراً من جانب حركة مناوي.
معسكرات النازحين الحالية فى إقليم دارفور تحولت تدريجياً الى (بعض مساكن) قابلة للتحول الى مدن وقرى بفضل جهود بذلتها الحكومة الولائية وتضافرت معها جهود السلطة الإقليمية والسلطة المركزية في الخرطوم.
المنظمات الطوعية الأجنبية خفت صوتها ذاك الذى كان يشق الأرجاء وذلك لأن النزاع الأساسي الذى كان يجري بين الحكومة والمتمردين تراجع كثيراً سواء بفعل ضعف القوى المتمردة وغياب الدعم وتحاشيها المواجهة مع الجيش، أو بفعل العمل الأمني الكبير الذى استطاع السودان وتشاد أن ينجزاه بفضل إنشاء القوات المشتركة المسئولة عن حماية الحدود والتأكد من خلوها من أي عناصر متمردة لهذا الطرف أو ذاك. هي تجربة تجاوزت العامين وكان ولا يزال من المؤمل ان تشهدها الحدود السودانية الجنوبية.
أزمة دارفور الإنسانية لم تعد صالحة للمتاجرة الدولية القديمة، فقد أنتشر الوعي وسط النازحين كما أسهم مؤتمر النازحين المنعقد قبل أشهر في نيالا في ترسيخ مفهوم العودة الطوعية وهو مؤتمر لم يحظ بإعلام دولي أمين فقد أرسى لقاعد العودة الطوعية والإنتاج والعمل بدلاً من تلقي المعونات ومن ثم لم يعد فى أجندة ذوي الأجندات الخاصة دولياً - استخدام الأزمة الإنسانية المتلاشية فى إقليم دارفور كما كانت تفعل فى السابق ولعل ابلغ دليل على ذلك – كما قلنا في صدر هذا التحليل – ان الحركات الدارفورية المسلحة لجأت الى مواجهة قوات حفظ السلام بحثاً عن الدعم اللوجستي من جهة، وبحثاً عن إثارة إعلامية لإعادة لفت الأنظار من جهة أخرى.
أما في جنوب كردفان فإن درس إقليم دارفور كان حاضراً سواء في الذهن الرسمي الحكومة حيث جرت معالجات حالت دون تفاقم الأزمات وقللت كثيراً من تراكم معسكرات النازحين للدرجة التى سعى قادة الثورية بهجومهم الأخيرة الى أبو كرشولا لإعادة إنشاء معسكرات نازحين جديدة ولكن الخطة لم تنجح لسوء الحظ؛ أو حتى فى الذهن الشعبي فى مناطق جنوب كردفان حيث تكفل مواطنو المنطقة بإيواء النازحين فى بيوتهم وفى المدارس والمرافق الشعبية ثم الإسراع بالعودة الى مناطقهم واللحاق بموسم الزارعة.
جنوب كردفان ضربت المثل فى قطع الطريق وقطع دابر معسكرات النازحين، وليس سراً في هذا الصدد ان المنظومة الحكومية الجديدة التى اختيرت بعناية فى إقليم كردفان بولاياته الثلاث وضعت في مقدمة استراتيجيتها غلق الباب تماماً عن أي هجوم يمكن أن يسفر عن موجة نزوح فضلاً عن الحيلولة دون ركون الموطنين أنفسهم للنزوح، ومعسكرات النزوح.
هذا التطور الكبير هو الذي ألقم المجتمع الدولي حجراً وحالَ بينه وبين الحديث عن النازحين والأزمة الإنسانية وليس معنى هذا ان جنوب كردفان لم تشهد أزمات إنسانية، ولكن الأمر اختلف إذ لم يعد كما كان في دارفور .
معسكرات النازحين الحالية فى إقليم دارفور تحولت تدريجياً الى (بعض مساكن) قابلة للتحول الى مدن وقرى بفضل جهود بذلتها الحكومة الولائية وتضافرت معها جهود السلطة الإقليمية والسلطة المركزية في الخرطوم.
المنظمات الطوعية الأجنبية خفت صوتها ذاك الذى كان يشق الأرجاء وذلك لأن النزاع الأساسي الذى كان يجري بين الحكومة والمتمردين تراجع كثيراً سواء بفعل ضعف القوى المتمردة وغياب الدعم وتحاشيها المواجهة مع الجيش، أو بفعل العمل الأمني الكبير الذى استطاع السودان وتشاد أن ينجزاه بفضل إنشاء القوات المشتركة المسئولة عن حماية الحدود والتأكد من خلوها من أي عناصر متمردة لهذا الطرف أو ذاك. هي تجربة تجاوزت العامين وكان ولا يزال من المؤمل ان تشهدها الحدود السودانية الجنوبية.
أزمة دارفور الإنسانية لم تعد صالحة للمتاجرة الدولية القديمة، فقد أنتشر الوعي وسط النازحين كما أسهم مؤتمر النازحين المنعقد قبل أشهر في نيالا في ترسيخ مفهوم العودة الطوعية وهو مؤتمر لم يحظ بإعلام دولي أمين فقد أرسى لقاعد العودة الطوعية والإنتاج والعمل بدلاً من تلقي المعونات ومن ثم لم يعد فى أجندة ذوي الأجندات الخاصة دولياً - استخدام الأزمة الإنسانية المتلاشية فى إقليم دارفور كما كانت تفعل فى السابق ولعل ابلغ دليل على ذلك – كما قلنا في صدر هذا التحليل – ان الحركات الدارفورية المسلحة لجأت الى مواجهة قوات حفظ السلام بحثاً عن الدعم اللوجستي من جهة، وبحثاً عن إثارة إعلامية لإعادة لفت الأنظار من جهة أخرى.
أما في جنوب كردفان فإن درس إقليم دارفور كان حاضراً سواء في الذهن الرسمي الحكومة حيث جرت معالجات حالت دون تفاقم الأزمات وقللت كثيراً من تراكم معسكرات النازحين للدرجة التى سعى قادة الثورية بهجومهم الأخيرة الى أبو كرشولا لإعادة إنشاء معسكرات نازحين جديدة ولكن الخطة لم تنجح لسوء الحظ؛ أو حتى فى الذهن الشعبي فى مناطق جنوب كردفان حيث تكفل مواطنو المنطقة بإيواء النازحين فى بيوتهم وفى المدارس والمرافق الشعبية ثم الإسراع بالعودة الى مناطقهم واللحاق بموسم الزارعة.
جنوب كردفان ضربت المثل فى قطع الطريق وقطع دابر معسكرات النازحين، وليس سراً في هذا الصدد ان المنظومة الحكومية الجديدة التى اختيرت بعناية فى إقليم كردفان بولاياته الثلاث وضعت في مقدمة استراتيجيتها غلق الباب تماماً عن أي هجوم يمكن أن يسفر عن موجة نزوح فضلاً عن الحيلولة دون ركون الموطنين أنفسهم للنزوح، ومعسكرات النزوح.
هذا التطور الكبير هو الذي ألقم المجتمع الدولي حجراً وحالَ بينه وبين الحديث عن النازحين والأزمة الإنسانية وليس معنى هذا ان جنوب كردفان لم تشهد أزمات إنسانية، ولكن الأمر اختلف إذ لم يعد كما كان في دارفور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق