الاثنين، 1 يوليو 2013

واشنطون- جوبا.. اللعب علي كرت التطبيع

ألغت الإدارة الأمريكية بلا مقدمات زيارة مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني د. نافع علي نافع لواشنطون وقالت دوائر الإدارة إن أسباب إلغاء زيارة المسؤول الرفيع في حكومة السودان هي تراجع عملية السلام مع دولة الجنوب وإلغاء الخرطوم اتفاقيات التعاون بعد هجوم الجبهة الثورية علي مناطق أم روابة وابوكرشولا واتهام الخرطوم لحكومة جنوب السودان بدعم الجبهة الثورية وتمكينها من احتلال مناطق في عمق الشمال.
تعليق زيارة نافع لواشنطون أو إلغاؤها لا فرق بدا غير مبرر سيما أن واشنطون ربطت أسباب إلغاء الزيارة بتعليق الخرطوم لاتفاقيات التعاون مع الجنوب ويرى مراقبون أن واشنطون أصبحت تعول علي حكومة الجنوب كمخلب قط في المنطقة لتنفيذ أجندتها وزعزعة استقرار الأوضاع في الشمال بالعب علي ورقة القضايا العالقة بين البلدين.
مطلوبات واشنطون لتطبيع العلاقات مع الخرطوم متحركة باستمرار وتضم قائمة من المطلوبات الجديدة ولكن إلغاء زيارة نافع لواشنطون التي يفترض أنها ستناقش قضايا التطبيع كشفت عن ارتفاع سقف المطلوبات لتشمل أول مرة علاقة الخرطوم بجنوب السودان ولكن الإدارة الأمريكية أصبحت ذات علاقة وثيقة بدولة جنوب السودان الوليدة لدرجة أنها تربط تطبيع علاقتها بالخرطوم بإلغاء الأخيرة لاتفاقيات التعاون وتراجع فرص السلام مع الجنوب لأسباب ليست خافية علي جميع اللاعبين في المنطقة.
واشنطون وجوبا تلعبان إذن علي كارت التطبيع في مواجهة الخرطوم التي لا تخفي رغبتها في تطبيع علاقتها بواشنطون وجوبا ولكن الوطني قلل من تأثير إلغاء زيارة نافع وحسب دوائر ذات صلة بالمكتب القيادي للحزب فان نافع لم يطلب أصلا أي زيارة ونما واشنطون هي من قدمت الدعوة للحزب ولنافع كممثل للحكومة والمؤتمر الوطني ويرى مراقبون أن جماعات الضغط في الكونغرس واللوبيات اليهودية في العاصمة الأمريكية تمكنت باستمرار من تخريب علاقات  إدارة اوباما مع الخرطوم بالسودان باستغلال الملفات العالقة مع دولة جنوب السودان ولكن هل الإدارة الأمريكية راغبة فعلا في عودة العلاقات إلي طبيعتها مع الخرطوم.
يشير د. عوض السيد الكرسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم إلي أن السودان ليس في حاجة لتطبيع علاقته بأمريكا لأنه تمكن منذ سنوات طويلة من بدء المقاطعة الاقتصادية في العام 98 علي التعايش مع المقاطعة وظروف الحصار الاقتصادي الذي شمل قطاعات ذات اثر مباشر علي الحياة العامة في البلاد كقطاع الطيران المدني.
في سياق العقوبات وضعت واشنطون السودان ضمن قائمة وزارة الخارجية للدول الراعية للإرهاب في العالم برغم تعاون السودان غير المحدود مع المخابرات الأمريكية علي ملف مكافحة الإرهاب الذي استمر أكثر من عشر سنوات علي عهد مدير المخابرات السابق الفريق صلاح عبد الله قوش ولكن واشنطون لن ترد الجميل للخرطوم في أي مرحلة بل تلقت الأخيرة لطمات قاسية علي الوجه وكشف التدخل الأمريكي في ملفات السودان عن سوء تدابير الإدارة الأمريكية السابقة التي تولت ملف السلام مع الجنوب كونها سعت منذ البداية لإقناع منبر شركاء الإيقاد بضرورة النصح علي تقرير المصير لجنوب السودان عبر وضع نصوص مفخخة في اتفاق نيفاشا مثل الوحدة الجاذبة.
لن تعود العلاقات مع واشنطون لطبيعتها علي الأقل قبل نهاية فترة الرئيس اوباما العام 2014م والي حين قيام الانتخابات الأمريكية التي ستحمل رئيس آخر للبيت الأبيض فان الخرطوم ستظل علي الأرجح في تفاوض مستمر مع دولة جنوب السودان وسعي مستمر أيضا لتحسين العلاقات مع واشنطون ولكن عبر بوابة الدولة الوليدة في الجنوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق